* الرياض - وسيلة محمود الحلبي:
أكد بحث جديد للدكتور محمد شيراز استاذ العلوم الاجتماعية بجامعة ام القرى بعنوان «كيف نحد من معدلات الجريمة المرتفعة في البلاد» بأن هناك حلولاً علمية للحد من معدل الجريمة وقال ان المفسرين لظاهرة الجريمة في المجتمع يرجعونها اما الى اسباب فردية او اسباب اجتماعية ويرى القائمون بالاسباب الفردية ان الجريمة تحدث نتيجة خلل عضوي او نفسي داخلي، يقع المجرم تحت تأثيره.
اما القائلون بوجهة النظر الاجتماعية فيرون ان هناك عوامل بيئية اجتماعية وثقافية خارجية تدفع بالفرد الى ارتكاب الجريمة.
واضاف الدكتور محمد شيراز الى ان الانحراف او الجريمة ينظر اليها على انها ادوات هدم في المجتمع لذلك فان الاسرة يقع عليها مسؤولية مباشرة في منع ذلك خاصة وانها البيئة الاولية للانسان وفيها تتكون شخصية الطفل وتتحدد مواقفه تجاه المجتمع فاذا كانت هذه البيئة صالحة لتنشئة الطفل فسوف تخرج مواطناً صالحاً واذا كانت غير ذلك فسوف تخرج مجرماً وهذا ينطبق على بقية الثقافات والبيئات التي يتعرض لها الشخص في حياته سواء في بيئة المدرسة، او بيئة العمل في حياته او بيئة الاجواء الثقافية العامة بما فيها من وسائل مثل وسائل الاعلام التي قد تلعب دوراً ايجابياً للمساهمة في الحد من الانحراف والجريمة، او تلعب دوراً سلبياً تزيد من خطورتها على المجتمع وللحد من الجريمة اوضح الدكتور شيراز، ان على الاسرة مسؤوليات كبيرة واذا كنا نلحظ اليوم تزايداً في اعداد حالات العنف والمشاجرة من الاعتداء على الآخرين بالسب او الضرب او بهما معاً فان علينا ان نعزز دور الاسرة التربوية في مرحلة الطفولة من اجل تلافي مثل هذه الظواهر السلبية في المستقبل وعلى الاسرة القيام بتعويد الاطفال على حل الخلاف الذي قد ينشأ بينهم بالطرق السلمية وعدم اللجوء الى العنف كما يجب تعويدهم على احترام الآخرين والتعامل معهم باللطف واللين والمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم العبث بها او اتلافها وتحذير الاطفال من اللجوء الى السرقة كوسيلة للحصول على مالا يملكه الطفل.
مشيراً إلى ان الحد من الجريمة يحتاج الى تضافر جهود المؤسسات الاهلية والحكومية وكل نوع من الجرائم يحتاج الى طريقة ووسيلة مختلفة في مكافحته.
وان دور وسائل الاعلام فيما يتصل بالجريمة ينقسم الناس حوله الى خمسة آراء في تقييمهم لذلك الدور فمنهم من يظن ان الاعلام انتقائي بمعنى انه يركز على نوع معين من الجريمة ويهمل التركيز على انواع اخرى قد تكون اكثر خطورة واوسع انتشاراً ومنهم من يرى ان وسائل الاعلام تقوم بدور الملقن والمعلم والمدرب فيما يتصل ببعض انواع الجرائم خاصة تلك التي تشاهد على وسائل الاعلام المرئية والتي تعلم العنف او تصور طرقاً للسطو او تحرض على التخريب والعنف، وهناك من يرى الدور الايجابي والكبير لوسائل الاعلام في التوعية من اخطار الجريمة وتقديم الاحصائيات التي توضح مدى انتشارها في المجتمع فيما ينظر البعض الى دور وسائل الاعلام في نشر حالات الجرائم في المجتمع على انه نوع من جلد الذات او نوع من نشر الغسيل الذي يجب ان يبقى بعيداً عن متناول العامة عبر وسائل الاعلام. وهناك آخرون يرون ان الجريمة ظاهرة طبيعية في المجتمع وان تركيز وسائل الاعلام المختلفة على نشر الحالات الشاذة والغريبة منها تهدف في المقام الاول الى الربحية وزياد الانتشار.
|