* حوار - مسلم الشمري:
وصف مدير مركز الدعوة الاسلامية لأمريكا اللاتينية الشيخ أحمد بن علي الصيف العناصر الارهابية التي روعت الآمنين وسفكت الدماء في بلاد الحرمين بأناس مرضى في عقولهم وقلوبهم وقال: لابد من استعمال القوة لردع مثل هذه الأعمال.
وأشار الشيخ أحمد في حديث خاص ل«الجزيرة» إلى ان تراجع الشيخ الخالدي ومن قبله نعمة من الله وجميع هذه الأعمال الارهابية التي تحدث في بلاد الحرمين تصب في مصلحة الصهيونية العالمية والتكبر العالمي وما تريده القوى العظمى مشيرا إلى ان آثار احداث الحادي عشر من سبتمبر ما زالت قائمة في البرازيل وأمريكا اللاتينية. هذه المواضيع وغيرها تقرؤونها في ثنايا الحوار التالي:
* كيف تنظرون الى الأعمال الارهابية الاجرامية التي وقعت في بلاد الحرمين والانتهاكات للأماكن المقدسة وشهر رمضان المبارك وسفك الدماء وترويع الآمنين؟
- بلاد الحرمين التي عرفت بالأمن والأمان والعالم ينظر الى المملكة على أنها المثل الأعلى في الأمن والأمان وفي حقوق الانسان وكرامته والحفاظ على أرواح وممتلكات وحياة الناس والأشياء التي وقعت في السعودية في الفترة الأخيرة أقل شيء يقال عنها: إنها أشياء تقشعر لها الأبدان ولابد أن نعمل الذي نستطيعه لدرء هذا الأمر والحقيقة عندما نشاهد ماحدث في مكة المكرمة في رمضان قرب الحرم الشريف نقول كيف يجرؤ الانسان أن يستحل دم أخيه ومكة المكرمة لا يوجد بها إلا مسلمون وأناس تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بل كل الناس يلتقون على التوحيد هناك ويأتي واحد يفجر ويقتل ويستحل الدماء في البلد وهذا أقل ما نقوله إنه انسان مريض في عقله وقلبه ولابد من معالجته.. كيف معالجته؟ أول شيء لازم استعمال الأمن والأمان والقوة في ردع مثل هذه الأعمال والشيء الآخر معالجة فكرهم وعقلهم بتربيتهم ولغتهم والفتاوى التي يسيرون عليها إذا كانت لديهم فتاوى وإذا كان لهم مرجعية تعالج هذه المرجعية فهذه ليست بظاهرة يرضاها العقل في انسان مفكر وعاقل في القرن العشرين يرى أنه من المستفيد من أحداث مكة والمستفيد من الأحداث التي حصلت في الرياض ومن المستفيد من زعزعة الأمن والأمان ومن المستفيد من اعطاء هذه السمعة عن المسلمين وعن بلاد الحرمين؟ هم أعداء الاسلام طبعا وهؤلاء الأعداء غير الموحدين الذين يكيدون للاسلام ويتمنون للمسلمين يوماً أسود فهم الذين يفرحون من ذلك.
* هذه المرجعية في الفتاوى تراجعت عن فتاواه السابقة أو على الأقل الذين نعرفهم وهم الشيخ الخضير والفهد والخالدي؟
- العيب ليس في الخطأ، العيب في استمرار الخطأ أو استمرار الانسان في الخطأ، وهؤلاء الاخوة العلماء الله يكرمنا ويكرمهم فالانسان لا يزال يتقرب الى الله حتى يصبح بصره والله يفتح بصيرة المسلمين على أن هذه الأعمال لا تمت للاسلام بصلة وهذا التراجع بالفتاوى نعمة ولو كانوا مستمرين في هذه الفتاوى لكانت مصيبة كبيرة ونحن لا نريد للكافر القتل والهلاك والدمار، ونحن ندعو له بالهداية فكيف للمسلم؟ ونريد للمسلمين أن يعودوا الى رشدهم وكنت أتحدث مع الاخوان هنا أنا في البرازيل يفكرونني رجلاً استفيد من المملكة وتمولني ولكن الحقيقة أنا رجل أعمال ولست بحاجة لأحد ولكن عندما أقف موقفاً مع السعودية أو مع الأسرة الحاكمة في المملكة وبلد الحرمين الشريفين أقف مع رمز من رموز أهل السنة والجماعة وأعتقد أن لهم دور القيادة والسيادة الآن وطبعاً الكمال لله سبحانه وتعالى، ولكن الآن أي شعرة تمس بلد الحرمين أو أمنه تصب في مصلحة الصهيونية العالمية والتكبر العالمي وما تريده القوى العظمى هو زعزعة موقفنا واظهارنا على أننا ناس ارهابيون ولا نفهم إلا لغة العنف وهذه القضايا التي سيترتب عليها ضرر كثير بأمتنا وبلادنا وشبابنا وأجيالنا وهؤلاء الاخوة العلماء الذين تراجعوا وأنيرت بصائرهم خير ما فعلوه وأنا على ثقة أن ما فعلوه جاء بعدما تبين لهم أن هذا هو الطريق الصحيح.
* ما آثار هذه الأعمال الارهابية الدموية في السعودية على الدعوة الاسلامية في الخارج؟
- أنا في بلد بعيد عن المملكة عشرين ألف كيلومتر، نحن دائما نضرب المثل الأعلى في الأمن والأمان وحقوق الانسان في السعودية وفيها لا ينام انسان جائع ولا ينام انسان مظلوم ولا تهتك الأعراض والآن أصبحنا نخجل والاعلام يروج هذه الأشياء وهو بيد الصهيونية العالمية ويكبرونها ويضخمونها وهذا يسيء لنا وللمسلمين وللعرب والنتائج من هذه الأعمال كانت في خط معاكس للاسلام والمسلمين وللدعوة حتى أصبح الآن أي انسان ملتح ينظر له على أنه ارهابي ويحذرون منه وأنه يسفك الدماء بينما العكس {مّن قّتّلّ نّفًسْا بٌغّيًرٌ نّفًسُ أّوً فّسّادُ فٌي الأّّرًضٌ فّكّأّنَّمّا قّتّلّ النَّاسّ جّمٌيعْا} فالإسلام حافظ على حقوق الحيوان وإذا أنت تريد ذبح ذبيحة وهي حلال ذبحها تسل السكين ولا تؤذيها وتريحها في الذبح، فكيف بمن قطع الأشلاء وقتل الأرواح ويتم الأطفال ورمل النساء؟ من أعطاه؟ هذا الحق لاخواننا العلماء الذين افتوا في هذا فعودتهم عن هذه الفتاوى فضيلة ويشهد لهم ونحييهم وندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل كل الاخوان الذين أصدروا فتاوى من هذا النوع أن ينظروا الى المملكة بلد الحرمين الشريفين بلد العمرة بلد الحج بلد يلتقي به العالم عشرات ملايين من الناس تأتي هفوا الى هذه البلاد في كل شهر وبهذا نستقبلهم بالقنابل والمتفجرات وهناك شيء آخر أن غير المسلمين عندما يأخذ تأشيرة الى السعودية فهو مسلم مسؤول عن أمنه وكرامته ودمه وماله لا يأتي ويبحث عن مبررات لعمل اجرامي.
|