.... رحلت فدوى طوقان...
كرحيل الطَّير...
في وهج النَّار...
وصورة البارود...
ونزيف الفكر...
وجروح النفس...
فكان رحيلها...
جزءاً من مشهد الموت الكبير...
هناك... هنا...
في فلسطين!!
... رحلَت فدوى طوقان...
ونهض من يقتات من الحدث ألف حرف كي يدبِّج ملحمة النقد: فدوى أم درويش أم سميح؟!
من توهَّج بفلسطين؟ ومن توهَّجت به فلسطين؟
... والتأريخ يقول:
صه: لا وقت للمبارزة بعد سقوط الشهداء.
... الشهيدة الكبرى!
الأمَّة...
وقد اغتالها، الاغتيال في قهر الصمت، والضعف، وأوجهٌ غمرتها الأقنعة...
... الشهيدة الكبرى...
الأمَّة...
وقد تقاسم إرثها المتقاسمون...
وعلى رأسهم وقفت حدَّأة
وعند نواصي أقدامهم رسمَت لهم الطريق...
... رحلَت فدوى طوقان...
وصدى صوت معلمتنا في المدرسة المتوسطة تردِّد شعرها...
... من فدوى طوقان؟
: شاعرة نهضت بين أشجار الزيتون...، والبرتقال، والِّليمون، والتفاح والزعتر، و....
... تخيَّلتُها شجرةً من شجر الحمضيَّات في أماسي الشتاء نتوقَّد بالتهام ثمارها... نكافح البرد...
... ماتت فدوى طوقان...
والشتاء يعمَّنا...
وليس ثمَّة برتقال!!
... والسماء خلو من أثر الطير... طير فدوى الذي سيؤوب... لم يعد!!
... فدوى رحلَت:
لن تورق ضحكات الشجر...
ليس ثمَّة شمس...
ليس ثمَّة أثر لطير...
السماء داكنة...
ومعكِ كنتُ أردد: «لابدَّ سيأتي الطير... سيأتي الطير»!!
فأيَّ طير يا فدوى؟! أيَّ طير؟!
فلا أعشاش، ولا شجر!!
رحلْتِ...
وليس ثمَّة أثر لطير...
السماء موغلة في الحلَكة...
والشتاء يعمُّ...
ليس ثمَّة طير...
وأنتِ:
... رحلْتِ يا شجرة البرتقال...
|