* القاهرة - عثمان أنور:
أشاد المفكرون والمثقفون المصريون المشاركون في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بالمهرجان وقالوا إنه أصبح من الأحداث العربية والعالمية المهمة والبارزة التي تضاف إلى رصيد المملكة الثقافي ويشكل خطوة مضيئة في طريق التقدم والنهوض حيث أصبح المهرجان أحد المرتكزات المهمة التي تثري الثقافة والمثقفين ومنها تتم ترجمة هذه الأفكار إلى خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع.
وأضافوا في حديثهم ل«الجزيرة» ان اختيار عنوان اصلاح البيت العربي من قبل القائمين على إدارة مهرجان الجنادرية ينم عن اتساع الأفق ومواكبة التطورات الحادثة في عالم اليوم وان هذا هو دأب مهرجان الجنادرية دائماً في المحافظة على التجدد والتطورات ومواكبة المتغيرات.
خطوات عملية
فقد أكد الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة المصري الأسبق ان فعاليات مهرجان الجنادرية تتسم دائماً بالجدية والنقاشات المفيدة والتي تمس الواقع وتترجم إلى خطوات عملية بعيدا عن الثرثرة التي تشوب مؤتمرات ومنتديات أخرى، وأضاف ان المحور الرئيسي الذي يلتقي عليه المفكرون والمثقفون وهو اصلاح البيت العربي محور جدير بالمناقشة والاهتمام ويواكب الدعوات التي يشهدها العالم العربي حاليا، كما انه يدل دلالة قاطعة على ان المملكة رائدة في القيام بخطوات التحديث والاصلاح وانها حريصة كل الحرص على البيت العربي وضرورة تطويره من الداخل وضد فرض هذا التطوير من الخارج.
وقال وزير الثقافة الأسبق انه يسعدني المشاركة في هذا المهرجان، وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها ومن واقع ما شاهدته ولمسته بنفسي أؤكد ان هذا المهرجان صار من أبرز المهرجانات العربية والعالمية تظل فعالياته ممتدة إلى ما بعد المهرجان حيث ينشغل بها المفكرون والمثقفون ويحاولون العمل على الاستفادة من هذه المناقشات الجادة والعمل على تفعيلها.
من جهة أخرى أبدى المفكر الإسلامي المعروف الدكتور محمد عمارة سعادته بالمشاركة في مهرجان الجنادرية هذا العام مؤكداً ان التفاف وتجمع المفكرين والمثقفين من كافة أنحاء الوطن العربي والعالم للنقاش والتحاور حول قضية اصلاح البيت العربي يعد من الأشياء المهمة والأمور التي يجب ان يوليها الجميع عناية كبيرة لأن الدعوة إلى إصلاح البيت العربي شابها لبس كبير في الفترة الماضية حيث اختلطت بالدعاوى المرتبطة بفرض هذا التغيير من الخارج ولاسيما الدعوى إلى دمقرطة المنطقة تلك الدعوى التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ورصدت لها الولايات المتحدة ملايين الدولارات وهنا أقول ان أي دعاوى مفروضة من الخارج لن يكتب لها النجاح وان أي تغيير حقيقي والعمل على إحداث تطوير وتقدم لا بد ان ينبع من الداخل وتفرضه ضرورات الحياة.
ولفت عمارة إلى ضرورة ان يفتح المثقفون والمفكرون داخل كل قطر عربي حوارا داخليا وذلك من أجل اثراء الافكار وتحريك خطوات التقدم للأمام عن اقتناع وإدراك داخلي بضرورة الاصلاح من ناحية أخرى أرى ان الجامعة العربية وحدها لا تستطيع العمل على اصلاح البيت العربي فلا بد من التكاتف والمساندة من قبل المفكرين والمثقفين العرب.
وأشار عمارة إلى ما شهدته المملكة العربية السعودية مؤخرا من فعاليات الدورة الـ17 لمجمع الفقه الإسلامي المنبثق من رابطة العالم الإسلامي لمناقشة عدد من القضايا التي تهم المسلمين وتهم العالم بأسره، ليؤكد هذا المؤتمر على أنه لا يستطيع أي مسلم مهما كانت قوة إسلامه ان يزايد على المملكة العربية السعودية والدور الذي تقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين وهو نفس ما أكده الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي من ان أي مسلم مهما كان حبه للإسلام قويا وشديدا ان يتجاوز أو يزايد على ما تقدمه السعودية للأمة الإسلامية والعربية.
وأشاد عمارة بمهرجان الجنادرية وقال إنه أصبح واحداً من المهرجانات التي يحرص الجميع على المشاركة فيها والاهتمام بما يدور به من فعاليات الأمة العربية والإسلامية.
قاعدة راسخة
أما الدكتور ميلاد حنا المفكر المعروف ووزير الاسكان الأسبق فقال إن مشاركتي في مهرجان الجنادرية تشعرني دوما بأن الأمة العربية بخير وقد شاركت في هذا المهرجان من قبل منذ أربع سنوات ومنذ مشاركتي الأولى وانطباعاتي عن المملكة كلها جميلة وسعيد بها وبما شاهدته من تحديث وتطور.
وقال إن الجنادرية أصبحت من المعالم البارزة في أفق الحياة الثقافية العربية والعالمية لطرحها قضايا العصر على بساط البحث أمام مفكري ومثقفي الأمة وهذا العام يطرح مهرجان الجنادرية قضية اصلاح البيت العربي وبالفعل البيت العربي يريد اصلاحا من الداخل قبل الخارج وهذا في رأيي يشتمل على جزأين الأول عمل حوارات داخلية تخص كل بلد عربي على حدة، حيث ان العالم العربي يحمل تجانساً وينقسم إلى 22 دولة ولكل دولة قانون ودستور وجيش ووضع اجتماعي وجملة قيم وأفكار سائدة، ومن هنا يجب البحث عن المشتركات وعن النقطة الحوارية التي تجمعنا ولا تفرقنا فنأخذ بما يجمعنا ونبتعد عما يغرقنا والعمل على عدم تعميق وتوسيع رقعة الاختلاف وهذا الأمر ليس سهلا ولن تستطيع ان تقوم به الجامعة العربية وحدها ولا بد ان تظهر في هذا السياق فاعلية الشعوب العربية.
الجزء الثاني التصدي لانتشار الفكر المنحرف الذي يحدث أعمال الفساد في الأراضي والمملكة العربية السعودية لديها أرضية راسخة وثابتة ولديها قاعدة فكرية وعلمية بما يؤدي للانطلاق والتقدم المستمر.
من جهة أخرى كان معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة السفير ابراهيم السعد البراهيم قد رحب بالمفكرين والمثقفين المصريين المشاركين في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة مؤكداً على عمق العلاقات الثقافية بين المملكة ومصر التي تعد داعما رئيسيا للعلاقات المتميزة بين البلدين.
وقال سفير خادم الحرمين الشريفين ان حضور هذه النخبة من المفكرين المصريين دليل على تميز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة المجالات الثقافية.
|