Friday 19th december,200311404العددالجمعة 25 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأمير متعب بن عبدالله افتتح النشاط الثقافي للجنادرية لهذا العام الأمير متعب بن عبدالله افتتح النشاط الثقافي للجنادرية لهذا العام
د. السبيت: نستطيع أن نسمو على الولاءات الضيقة في عالمنا

* تغطية - عبدالحفيظ الشمري:
تحت رعاية سمو ولي العهد رعاه الله افتتح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله مساء يوم الخميس 24/10/1424هـ فعاليات النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة وبحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي وضيوف الحرس الوطني.. حيث بدأ الحفل بالقرآن الكريم تلاه الطالب محمد يحيى الأعجمي وبعد القرآن الكريم دشن سمو الأمير متعب موقع «الجنادرية» على الإنترنت ثم كلمة المهرجان ألقاها سعادة وكيل الحرس الوطني د. عبدالرحمن السبيت حيث قال:
والصلاة والسلام على الرسول الهادي الذي علمنا بسنته المطهرة وقال: «مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى منه سائر الجسد بالسهر والحمى» (صحيح مسلم ج4 ص1999 رقم 2586) والرضوان والرحمة على آله الأطهار وصحابته البررة، وعلى التابعين وعلى من تبعهم إلى يوم الدين.
صاحب السمو
ضيوفنا الأعزاء
أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عاما بعد عام تفتح الرياض قلبها وعقلها مع ذراعيها لتستقبل أبناءها وأصدقاءها على منابر الفكر والبحث والإبداع في ظلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة فأهلاً بكم ومرحباً في أجواء بلدكم الثاني وبين أهلكم وأصدقائكم وإخوانكم الذين تتشوق عقولهم إلى الكلم الطيب من رؤاكم وتتطلع نفوسهم إلى الصدق والتجديد والفائدة من إبداعاتكم. أشكركم بكل المودة والإكبار على حضوركم، باسمي شخصياً، ونيابة عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وعن إخوانكم في المملكة العربية السعودية.
أيها الحفل الكريم.. قديماً قالوا: إن العالم مسرح. ولقد كانت الدولة العربية الإسلامية لقرون طويلة لاعباً كبيراً على المسرح العالمي. وكانت الثقافة العربية الإسلامية نصاً رئيساً يتلى على مسامع العالم في بلاد شتى وبألسنة كثيرة، وثقافات متنوعة أما اليوم فإن أمتنا وثقافتنا وبلداننا قلت جهودها وتبدلت صورتها من لاعب أساسي إلى مشاهد - في أغلب الأحوال -، ولذلك فإن نخبتكم الكريمة في هذا المهرجان مثل كل نخبنا العربية الإسلامية تجتمع على منابر المهرجان الوطني للتراث والثقافة وأحوال أمتنا وثقافتنا ومصيرنا كلها مثيرة للقلق وتستدعي من كل المثقفين والمفكرين ورجال العلم والأدب والإعلام أن يمعنوا النظر في هذه الأحوال وأن يتصارحوا مع أنفسهم ومع أمتهم وليطرحوا طرقاً للحل ورؤى تسير على هداها أمتنا. إن بعض الأسئلة مقلق ومحير وحاسم. فنحن ندرك جميعاً أن دولنا القطرية قد أخذت فرادى طوال قرن مضى ووجدت بالممارسة وبالفعل أن الأمر صعب إلى حد بعيد، وأن من غير الممكن من هذه الدولة فرادى أن تؤكد هويتها ووجودها على المسرح العالمي في ظل عمالقة العولمة والتكتلات الضخمة. فهل هذا المفهوم الضيق للاستقلال صالح للاستمرار أم يصح أن نسأل هل أنهكنا الاستقلال على هذه الشاكلة؟ وهل ترغب شعوبنا أن تعيش بوصفها شعوبا منفصلة متميزة متقوقعة حتى لو أدى ذلك إلي الموت البطيء أم نرغب في أمة أكثر تضامنا وتعاوناً وتنسيقاً واتحاداً؟ إن الالتزام نحو أوطاننا حق لا ريب فيه ولكن هل نستطيع أن نسمو على الولاءات الضيقة في القطر والحزب والطبقة والقبيلة للتحرك نحو رؤية أوسع والالتزام نحو أمتنا؟ إننا في هذه المرحلة لا نستطيع أن نقبل صراعاً في الروح الوطنية لأمتنا، لا يمكن أن نتسامح مع صراع يشكك بأمتنا ويدور حول من نحن، وماذا نعتقد، وما الذي نعنيه بصفتنا أمة واحدة، إنه كلام وصراع غير مسؤول، آن الأوان أن نتوقف عنه لأنه يدور حول المسلمات الأولى في حياتنا والبدهيات العميقة في أرواحنا. وإن كل المحاولات لطمس عروبتنا وإسلامنا وتشويه قيمنا ومبادئنا هي محاولات مرفوضة مدانة.
لقد نشأت فينا ناشئة تظن أن الاندماج في الغرب والعولمة بشروطها والديمقراطية غير المحددة ولا المعروفة المفاهيم والقسمات يمكن أن تحل مشكلاتنا، هذه أوهام. ومثلها في الخطل والخطأ من ظنوا أنهم بالتدمير وقتل الأبرياء وممارسة العنف ضد الذات يمكن أن يغيروا نحو الأفضل. إنهم يغيرون نحو الموت فقط.
ضيوفنا الأعزاء...
أيها الحفل الكريم...
إن هذا المهرجان الوطني هو شجرة طيبة من غراس نهضتنا في بلدكم الثاني التي نفخر بأن رعايتها تأتي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ومن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله. وفي ظلال هذه الرعاية السامية مرحباً بكم مرة أخرى من قلوب تحمل لكم كل المودة والتقدير ومرحباًً بكم على منابر المهرجان الوطني التاسع عشر للتراث والثقافة مع أهلكم وبين أبناء شعبكم ومع أصدقائكم.
وكلنا أمل أن تقضوا أوقاتاً طيبة فياضة بالإبداع والفكر والبحث مع الحب والخير والنفع الكبير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تلا كلمة الدكتور السبيت قصيدة عربية بعنوان «صهيل القوافي» ألقاها الدكتور سعد عطية الغامدي قال فيها:


شوقٌ تضرّمَ، فاسقِ الشّوق أشواقا
وأحْرِق الغيهبَ اللجّي إحراقا
وبثّه لصهيلِ الخيلِ قافيةً
وانثرهُ مثلَ نجومِ الليّل أحداقا
وطفْ به كلَّ ربْع هبّ في قلقٍ
وكلّ رسمٍ طوى سُوقاً وأعناقا
وخطّه في جبين المجدِ ملحمةً
غرّاءَ تعلو بها الآفاقُ.. آفاقا
أسكنه هذي النفوسَ الشمَّ شامخةً
وامنحه هذا الفؤادَ الحُرَّ خفاقا
وعانق الأَرق المنحوت من ألمٍ
حتى تقيمَ صباحَ الحقِّ براقا
هل يستريحُ الضُّحى والظِّل يطلبه
وهل يَهشُّ الدُّجى للفجر منساقا؟!
تلك الليالي التي أيقظْتَها انطفأتْ
وأطبقت في كُهوف الصمَّت إطباقا
وهذه الريِّح بعدَ المورِ صاخبةً
غدتْ صدى.. خامدَ الأطراف رقراقا
لم ترسلِ اليم أفلاكاً وأشرعةً
أو تشعلِ البيدَ إرعادا وإبراقا
بل هدأةً مثلَ طيف الظل باهتة
ووحشةً تُتْبِعُ الإخفاق إخفاقا
تناثرتْ في فيافي الخوفِ ضامرةً
تنهلُّ دمعاً على الأطلال مُهراقا
وتوردُ الغافلَ اللاهي غَوَايته
عَمايةً مثلَ ليل القهر أطباقا
تذَّكرِ الأمس فالذكرى تُذيب أسى
طغى وطوّف بالآمال إزهاقا
وبُثّ صبحك تحيي الكونَ طلعتُه
كم اشتكتْ هذه الأجفانُ إغساقا
وألهبِ الجمرَ في كفّيك، ألق به
يُذْكي فؤاداً إلى المجهول مشتاقا
ويبْعثُ اليقْظَةَ الكبرى مشعشِةً
تقيم في الناس آداباً وأذواقا
تزاحمتْ حولك الأشباحُ كالحةً
والبيدُ حالكةً.. والوهم آفّاقا
وأحكمت بنياط القهر موثقها
ومزقت بسياط الغدر ميثاقا
حتى تراءتْ لك الدنيا وقد وقفتْ
عن سيرها، واستحال اليأسُ أنساقا

بعد قصيدة الدكتور سعد عطية الغامدي ارتجل الشاعر حمود البغيلي عدداً من الأبيات في الشعر الشعبي رد فيها على ما يبدو على الشاعر الغامدي حيث قال في أحد أبياتها:


الغرب يصنع طائرات وصواريخ
وحنا في ماضينا نعيد النقاشي

ولم تكن قصيدة الشاعر البغيلي في سياق حفل الافتتاح إنما جاءت حسب ما أفاد الشاعر لاحقاً أنها عفوية وأراد بها التفاعل مع جو الاحتفال الذي لا يقبل إعادة الحسابات أو النظرة الحيادية.
إنما يرد أن تكون أكثر واقعية في ملامسة واقع أمتنا.
تلا مداخلة الشاعر البغيلي كلمة الضيوف ألقاها معالي وزير الإعلام السوري السابق الدكتور عدنان عمران حيث استهل كلمته مثنياً على جهود حكومة المملكة العربية السعودية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين عبدالله بن عبدالعزيز في إنجاح هذا المهرجان الوطني الذي يرعى ثقافة الأمة العربية والإسلامية ولاسيما حينما حددت هوية هذا العام وهو «إصلاح البيت العربي».
وأكد الدكتور عدنان عمران على أهمية الشأن الثقافي فهو الهوية الصادق والمعبر كما أنه هو القاعدة الصلبة للمجتمع العربي المسلم حيث قال معاليه:
«لقد قامت أمتنا على الثقافة ولاسيما الشعر العربي الذي ظل حتى اليوم هو المتفوق وهو الممتع في ظل هذا الزخم الفضائي الكبير؛ فقد ظل الشعر مشاركاً في بناء ثقافتنا الإسلامية بل ونقلته إلى بلاد أخرى حتى عرف الإسلام في كل مكان حتى جاءت ثقافة الحوار المتميزة التي خلقت لنا ميداناً واسعاً حقق لنا الإنجازات الثقافية والحضارية فكانت تطلعات العالم منذ أول التاريخ فلم يجد في سياق هذا التأمل إلا أن العرب هم أرحم شعوب الأرض في كل الفتوحات التي جرت في العالم شرقه وغربه».
واستطرد الدكتور عدنان قائلاً:
«لقد انتصرت حضارة العدل والسلام عندما كنا صفا واحداً كل قطر لا يبتعد على الآخر حتى عهد قريب إلا أن بعض القرارات العربية قد ذهبت به بعض الأحداث إلى أماكن بعيدة عن التطبيق؛ فيجب أن نكرس واقعنا من جديد من أجل أن نقف في وجه ثقافة معلبة؛ فقد عرفت العديد من المواقف الرائعة عند العرب والمسلمين التي كانت تؤمن بأهمية بناء الشباب المسلم {وّأّعٌدٍَوا لّهٍم مَّا اسًتّطّعًتٍم مٌَن قٍوَّةُ وّمٌن رٌَبّاطٌ الخّيًلٌ تٍرًهٌبٍونّ بٌهٌ عّدٍوَّ اللهٌ وّعّدٍوَّكٍمً}.
لقد جيشت العديد من الأفكار الظالمة على بيتنا العربي والذي يرعاه المهرجان الوطني لهذا العام؛ فقد أسجل هنا أهمية هذا العنوان المهم في هذه المرحلة.
باسمي وباسم الضيوف أشكر لكم دعوتنا لحضور هذا الحفل العربي المتميز الذي يعد من أنجح البرامج الثقافية والشكر موصول لكم أيها الإخوة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في نهاية الحفل شكر المذيع سمو الأمير والحضور ودعاهم إلى حفل الشاي المعد لهذه المناسبة وكذلك افتتاح بعض المعارض المصاحبة للنشاط الثقافي في المهرجان لهذا العام..

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved