من الفئات المهمة في المجتمع، فئة الشباب، فهم اهم فئة في كل مجتمع من المجتمعات، لا سيما مجتمعنا المسلم، لما يتمتعون به من حيوية ونشاط، وتضحية وحماس، فللشباب في مجتمعنا دور فعال، وقد ادركه الاعداء، فخططوا لغزو افكارهم، وعملوا على استغلال حماسهم، وبذلوا ما بوسعهم من اجل الوصول إلى مآربهم عن طريق هؤلاء الشباب، فغرروا بمن استطاعوا منهم.
ولهذا الاهتمام بالشباب، والعمل على تحصين افكارهم، من كل فكر منحرف، مسؤولية عظيمة، وخاصة في هذا الزمان، الذي تعددت اخطاره، وتنوعت اضراره، فالامر خطير. بالامس كنا نخشى على الشباب، من المخدرات ومن الخمور، ومن الامراض الفتاكة كالايدز وغيره، وهذه امور لا ننكر خطورتها، ولكن وقع بعضهم بما هو اخطر، فلم تكن القضية حبة يأكلها احدهم، او كأسا يشربه، بل تكفيراً للمسلمين، ومعصية لله ولرسوله ولولي الامر، وانتحاراً وتفجيراً، وقتلاً للمعصومين، وترويعاً للآمنين وإفساداً في الارض، لذا وجب علينا ان نهتم بشبابنا، ونعتني بشؤونهم، ونعمل على تحصين افكارهم، كفى غفلة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
وإحسان الظن في المسلمين امر مطلوب وواجب، ولكن الحذر، وخاصة بعدما بانت بوادر الشر، واجب ايضا، فقد دس السم بالعسل، وحبنا لهذا الدين، وحرصنا على التمسك به، ويقيننا بأنه لا فلاح ولا نجاح لنا في الدنيا ولا في الآخرة الا من خلاله، وكذلك ارتياحنا عندما نجد ابناءنا متمسكين به، معتنين بتعاليمه، هو ما جعل الاعداء، يجعلون هذا الدين طعما لشبابنا، فباسم الدين، والحرص على الدين، والغيرة للدين، ونشر الدين، حرفوا افكارهم، ولوثوا فطرهم، ومعرفة الداء هو اول خطوة في العلاج.
فعلاج من انحرف فكره من شبابنا هو الرجوع الى هذا الدين، وفهمه كما فهمه السلف الصالح، وسؤال اهل العلم الموثقين، والحذر من دعاة الاثارة والتهييج، الذين يجعلون الشاب يكره مجتمعه، ويبغض ولاة امره من العلماء والامراء، ويعص اقرب الناس اليه.
واما الآباء فمسؤوليتهم عظيمة، وليس كل بيضاء شحمة، فليحرصوا على افكار ابنائهم، وعندنا المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك.
واما الشباب انفسهم، فالسعيد من وعظ بغيره، والشقي من صار موعظة لغيره، فليحذروا كل من يحاول بطريقة او اخرى ابعادهم عن علمائهم، ومن يُكرِّه اليهم ولاة امرهم، وليجعلوا هدفهم وغايتهم رضا الله عز وجل، متبعين لهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، مقتفين لآثار اسلافهم، لا متعصبين لفلان وعلان، ولا منتصرين لعمرو وزيد.
حائل، ص ب 3998 |