إن الظلم هو التعدي على الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم بغير حق قال عليه الصلاة والسلام: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» أخرجه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» أخرجه مسلم.
لذا فإن الظلم من أعظم أسباب العقوبات وتسليط الظالمين بعضهم على بعض كما قال تعالى {وكّذّلٌكّ نٍوّلٌَي بّعًضّ الظَّالٌمٌينّ بّعًضْا بٌمّا كّانٍوا يّكًسٌبٍونّ} كما أن الظلم من أسباب الحرمان الكوني والشرعي قال تعالى: {فّبٌظٍلًمُ مٌَنّ الذٌينّ هّادٍوا حّرَّمًنّا عّلّيًهٌمً طّيٌَبّاتُ أٍحٌلَّتً لّهٍمً}.
وكذلك فإن الظلم من أسباب العقوبات البليغة التي تهلك بها المجتمعات قال تعالى: {وتٌلًكّ القٍرّى" أّهًلّكًنّاهٍمً لّمَّا ظّلّمٍوا وجّعّلًنّا لٌمّهًلٌكٌهٌم مَّوًعٌدْا}.
فلا يتجرأنَّ أحد على الظلم، ولا يغترنّ بإمهال الله، ففي الحديث الصحيح «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: {وكّذّلٌكّ أّخًذٍ رّبٌَكّ إذّا أّخّذّ القٍرّى" وهٌيّ ظّالٌمّةِ إنَّ أّخًذّهٍ أّلٌيمِ شّدٌيدِ}.
والظلم واقع من كثير من الناس في هذا الزمان؛ فالغيبة والنميمة والبهتان والكذب والحسد والضغينة والحقد والتجسس والغش والغدر والخيانة والدعوى الباطلة والأيمان الكاذبة الفاجرة التي يقصد بها أكل أموال الناس بالباطل والتشفي منهم بغير حق، كل ذلك من الظلم المحرم الذي يجلب العقوبات في الحياة الدنيا قبل الآخرة.
( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض |