* تغطية - محمد بن سليم اللحام - فهد بن إبراهيم الجمعان:
القى معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث في جامع الملك عبدالعزيز «رحمه الله» بحي أم الحمام الغربي محاضرة بعنوان «الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سفينة النجاة» وذلك في إطار سلسلة المحاضرات واللقاءات العلمية لكبار علماء المملكة والتي ينظمها مركز الدعوة والإرشاد بالرياض.
سفينة النجاة
وقد بدأ معاليه محاضرته بالتأكيد على أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سفينة النجاة فلا نجاة لمجتمع الا بإقامة شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما يسمى عند فقهاء الإسلام الحسبة.
وعرّف معاليه الحسبة بكسر الحاء بأنها أمرٌ بمعروف تُرك ونهي عن منكر فُعل سواء كان هذا المعروف المتروك او المنكر المفعول من حقوق الله تعالى الخالصة او من حقوق الآدميين الخالصة او من الحقوق المشتركة بينهما ولقد جعل الله جل وعلا خيرية الامة منوطة بالقيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث امتدح الله هذه الامة بقوله{كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ} فقدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولذا ورد عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان» رواه مسلم، فالإنكار يجب في كل حال وعلى كل فرد سواء كان ذكراً او انثى اذ لا ضرر من الإنكار بالقلب ولكن لابد أن ينكر باحدى الادوات السابقة اليد لمن له سلطة اليد اذا كان مأذوناً له من قبل ولي الامر او له سلطة على من تحت يده أما اللسان فهو في هذه البلاد المباركة متاح للجميع لا احد ينكر عليه اذا انكر بلسانه وفق الشروط الشرعية المعتبرة كما قال جل وعلا {فّبٌمّا رّحًمّةُ مٌَنّ اللَّهٌ لٌنتّ لّهٍمً ولّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ فّاعًفٍ عّنًهٍمً واسًتّغًفٌرً لّهٍمً وشّاوٌرًهٍمً فٌي الأّمًرٌ فّإذّا عّزّمًتّ فّتّوّكَّلً عّلّى اللَّهٌ} فلابد من المعروف والنهي عن المنكر في الاسرة ومجال العمل في بلدنا كل من رأيناه يرتكب منكراً فعلينا ان ننكر بالطرق الشرعية والذي لا ينكر حتى بقلبه يخشى أن ينسلخ الايمان من قلبه لان الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الإنكار بالقلب قال وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان ولذا سئل ابن مسعود رضي الله عنه من ميت الاحياء قال الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً فالذي لا يعرف معروفاً ليأمر به ولا ينكر منكراً بالنهي عنه قد طمس قلبه ومات وإن كان من اقوى الناس وانشطهم في بدنه.
فوائد للفرد والمجتمع
وتطرق معالي الشيخ إبراهيم الغيث لفوائد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للفرد والمجتمع وقال أولها يتلخص بأن في المحافظة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر صلاح ووسطية المجتمع واعتداله وبعده عن الغلو في الدين وعن التطرف المشين وعن التنطع في الدين يقول سيد الورى محمد صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطعون ثلاثاًً» والله نهانا عن الغلو في الدين قال تعالى {لا تّغًلٍوا فٌي دٌينٌكٍمً} وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فكان بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو انا خرقنا من نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فان تركوهم وما ارادوا هلكوا وهلكوا جميعاً وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعاً». وعلق معاليه على هذا الحديث بقوله وهذا الحديث صحيح ضرب مثلاً للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فالآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر حافظوا على سفينة المجتمع والإسلام من العطب والدمار اما المرتكبون للمنكرات المقرون لها فهم الذين يثقبون سفينة الاسلام مشيراً إلى أن ثقب سفينة المجتمع سيدخل الماء من اسفلها فيغرق الصالح والطالح ولذا سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم «أنهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث» وقال فاذا كثرت المنكرات بأشكالها عمت العقوبة الصالح والطالح قال تعالى {ومّا كّانّ رّبٍَكّ لٌيٍهًلٌكّ القٍرّى" بٌظٍلًمُ وأّهًلٍهّا مٍصًلٌحٍونّ} فبين انه لا يكفي أن يكون المجتمع صالحاً ويدع غيره يفسد ويدمر لا فلابد من الأطر على الحق ولابد من الاخذ على يد السفينة وبذلك تسلم سفينة المجتمع وتسلم سفينة الإسلام من الغرق ودعا معاليه للتعاون على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل على حسب استطاعته.
نقاء المجتمع
*ر78ر*كّانٍوا لا يّتّنّاهّوًنّ عّن مٍَنكّرُ فّعّلٍوهٍ لّبٌئًسّ مّا كّانٍوا يّفًعّلٍونّ } فاذا لم يتناهوا عن المنكر واقروا به في البيوت والاسواق والمشروعات وجميع شؤون الحياة عمّ العقاب من عند الله جل وعلا وقال فإذا اردنا أن نقي المجتمع من الخلاف والنزاع فعلينا ألا نفشل وذلك يكون بتركنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى {ولا تّنّازّعٍوا فّتّفًشّلٍوا وتّذًهّبّ رٌيحٍكٍمً} ولذا ورد عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم» اخرجه احمد والترمذي بسند صحيح فالذي يرى المنكر ويقره مع اقتداره على إنكاره يخشى ألا يستجاب دعاؤه فالرسول صلى الله عليه وسلم بين أن من اسباب حلول العقاب أن نترك المنكر يرتكب وأن نترك لاهل المنكر الحبل على الغارب يعيثون في الارض فساداً فيعم العقاب هؤلاء الذين اقروا المنكرات في بلادهم قال تعالى:{ولّقّدً أّرًسّلًنّا إلّى" أٍمّمُ مٌَن قّبًلٌكّ فّأّخّذًنّاهٍم بٌالًبّأًسّاءٌ والضَّرَّاءٌ لّعّلَّهٍمً يّتّضّرَّعٍونّ} أي بالدعاء والتضرع بين يدي الله .
الأعذار أمام الله
وقال معاليه ومن فوائد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الاعذار امام الله تعالى وإقامة الحجة على المخالفين وطلب هداية الغاوين لان النهي عن المنكر سبب في نجاة الناهي عن المنكر قال تعالى{وإذً قّالّتً أٍمَّةِ مٌَنًهٍمً لٌمّ تّعٌظٍونّ قّوًمْا اللَّهٍ مٍهًلٌكٍهٍمً أّوً مٍعّذٌَبٍهٍمً عّذّابْا شّدٌيدْا قّالٍوا مّعًذٌرّةْ إلّى" رّبٌَكٍمً ولّعّلَّهٍمً يّتَّقٍونّ»} تصوروا مجتمعاً فيه خليط من الآمرين بالمعروف ومن غيرهم {وإذً قّالّتً أٍمَّةِ مٌَنًهٍمً لٌمّ تّعٌظٍونّ قّوًمْا اللَّهٍ مٍهًلٌكٍهٍمً} أي لم تعظون اهل المنكرات لماذا تعظون هؤلاء الذين ارتكبوا المنكرات دعوهم يعذبهم الله فماذا قال الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر {قّالٍوا مّعًذٌرّةْ} اي إقامة الحجة ورسم الخطة وبراءة الذمة {ولّعّلَّهٍمً يّتَّقٍونّ} المنكرات التي يفعلونها {فّلّمَّا نّسٍوا مّا ذٍكٌَرٍوا بٌهٌ} اي مرتكبو المنكرات والمقرون بها {أّنجّيًنّا الذٌينّ يّنًهّوًنّ عّنٌ السٍَوءٌ} اي ينهون عن المنكر {وأّخّذًنّا الذٌينّ ظّلّمٍوا} سمى مرتكبي المنكر وسمى المقرين للمرتكبين للمنكر وإقرارهم على ارتكاب المنكر ظلمة {فّلّمَّا نّسٍوا مّا ذٍكٌَرٍوا بٌهٌ} أي من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر {أّنجّيًنّا الذٌينّ يّنًهّوًنّ عّنٌ السٍَوءٌ} فالذين ينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف ينجيهم الله من الفتن وينجيهم الله من العذاب العاجل الآجل {وأّخّذًنّا الذٌينّ ظّلّمٍوا بٌعّذّابُ بّئٌيسُ بٌمّا كّانٍوا يّفًسٍقٍونّ} أي بما يرتكبون من المنكرات والموبقات.
حفظ السفينة
وأضاف معاليه كذلك من فوائد الامر بالمعروف حفظ سفينة المجتمع من العطب بالمحافظة على الضروريات الخمس التي بها قوام الدين والدنيا من خلال حفظ الدين فالإسلام جاء بحفظ الدين الذي قال عليه الصلاة والسلام «من بدّل دينه فاقتلوه» فهو مرتد يقتل بحكم القاضي بعد تمحيص الدعوى والإحالة إلى الجهات المعنية والرفع إلى امام المسلمين، كذلك حفظ النفس ولذا امر الله بالقصاص قال تعالى {ولّكٍمً فٌي القٌصّاصٌ حّيّاةِ يّا أٍوًلٌي الأّّلًبّابٌ} كذلك حفظ العقل فحرم الخمر والمخدرات والمسكرات والمفترات قال تعالى: {إنَّمّا يٍرٌيدٍ الشَّيًطّانٍ أّن يٍوقٌعّ بّيًنّكٍمٍ العّدّاوّةّ والًبّغًضّاءّ فٌي الخّمًرٌ والًمّيًسٌرٌ ويّصٍدَّكٍمً عّن ذٌكًرٌ اللَّهٌ وعّنٌ الصَّلاةٌ فّهّلً أّنتٍم مٍَنتّهٍونّ } فلابد أن ننهى المجتمع عن كل ما يذهب العقل من مخدرات ومسكرات ومفترات كذلك حفظ النسل فحرم الزنا قال تعالى {الزَّانٌيّةٍ والزَّانٌي فّاجًلٌدٍوا كٍلَّ واحٌدُ مٌَنًهٍمّا مٌائّةّ جّلًدّةُ} وحرم القذف فأوجب حد القذف ثمانين جلدة كل ذلك لحفظ الاعراض والأنساب كذلك حفظ المال فأوجب قطع يد السارق قال تعالى {والسَّارٌقٍ والسَّارٌقّةٍ فّاقًطّعٍوا أّيًدٌيّهٍمّا جّزّاءْ بٌمّا كّسّبّا نّكّالاْ مٌَنّ اللَّهٌ} وأوجب قطع أيدي وارجل قطاع الطريق في حد الحرابة يقول الإمام ابو حامد الغزالي رحمه الله تعالى «من علماء القرن السادس» يقول: مقصود الشرع من الخلق خمسة وهو أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وعقولهم ونسلهم ومالهم فكل ما يضمن حفظ هذه الاصول الخمسة فهو مصلحة وكل ما يفوق هذه الاصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة.
استتباب الأمن
*ر40ر* الذٌينّ إن مَّكَّنَّاهٍمً فٌي الأّرًضٌ أّقّامٍوا الصَّلاةّ وآتّوٍا الزَّكّاةّ وأّمّرٍوا بٌالًمّعًرٍوفٌ ونّهّوًا عّنٌ المٍنكّرٌ ولٌلَّهٌ عّاقٌبّةٍ الأٍمٍورٌ} يقول جل وعلا {وعّدّ اللَّهٍ الذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ لّيّسًتّخًلٌفّنَّهٍمً فٌي الأّرًضٌ كّمّا اسًتّخًلّفّ الذٌينّ مٌن قّبًلٌهٌمً ولّيٍمّكٌَنّنَّ لّهٍمً دٌينّهٍمٍ الذٌي ارًتّضّى" لّهٍمً ولّيٍبّدٌَلّنَّهٍم مٌَنً بّعًدٌ خّوًفٌهٌمً أّمًنْا يّعًبٍدٍونّنٌي لا يٍشًرٌكٍونّ بٌي شّيًئْا ومّن كّفّرّ بّعًدّ ذّلٌكّ فّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ الفّاسٌقٍونّ}ومن عبادة الله أن نحقق عبادة الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولذا قام الصحابة رضي عنهم اجمعين وقبلهم سيد الورى محمد صلى الله عليه وسلم بالامر بالمعروف بنفسه.
نماذج مشرقة
وتناول الشيخ إبراهيم الغيث في ختام المحاضرة نماذج من أمره صلى الله عليه وسلم بالمعروف ونهيه عن المنكر مع كون سيرته كلها امثلة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وافضل ذلك انه دعا الى التوحيد وحذر من الشرك ولذلك جاهد في الله حق جهاده فمن امثلة انكاره صلى الله عليه وسلم على اقرب الناس إليه وإلى أحب الناس وهي عائشة رضي الله عنها الزوجة الوحيدة من زوجات رسول الله التي تزوجها وهي بكر وهي أفقه نساء الصحابة رضي الله تعالى عنها وابوها هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه ومع ذلك لم يحمله حبه لزوجته ان يقرها على منكر فلقد انكر عليها صلى الله عليه وسلم شراءها نمرقة فيها تصاوير كما روى ذلك الإمام البخاري في صحيحه فعلى الزوج ان ينكر على زوجته إذا رآها ترتكب حراماً او تلبس حراما اقتداء بالرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم كذلك من انكاره صلى الله عليه وسلم انه انكر على النساء الاختلاط مع الرجال في الطرقات ماذا قال للنساء لما رآهن يمشين في وسط الطريق قال «استأخرن فانه ليس لكن ان تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق» رواه ابو داود، يعني المرأة التي تمشي في الطريق الذي يمشي فيه الرجال اين تمشي؟ تمشي على طرف الطريق من اليمين ومن اليسار ولقد شاهدت نساء من سنوات طويلة اذا قابلت الرجل لصقت بالجدار وذلك بعداً عن الاختلاط والافتتان بهن من الرجال، كذلك من امره بالمعروف ونهيه عن المنكر نهيه عن تخطي الرقاب يوم الجمعة حيث قال للمتخطي «اجلس فقد اذيت وآنيت» «اجلس فقد آذيت بتخطيك لرقاب المصلين وآنيت أي تأخرت في المجيء» فلا تتخطوا الرقاب يوم الجمعة وليكن هذا الحديث لكم للإنكار على من رأيتموه يفعل ذلك.
الخلاصة
وخلص معاليه إلى أن الواجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون على علم وبينة حتى لا يأمر بما يخالف الشرع وحتى لا ينهى عما هو موافق للشرع والواجب ذلك - أي أمر ونهيه - بالرفق والكلام الطيب والاسلوب الحسن وبالرفق كما قال عز وجل {فّبٌمّا رّحًمّةُ مٌَنّ اللَّهٌ لٌنتّ لّهٍمً ولّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ} وقال عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما الى فرعون الذي قال ما علمت لكم من إله غيري وقال انا ربكم الاعلى وتساءل معاليه فماذا قال الله لموسى وهارون لما بعثهما الى فرعون بقوله جل وعلا {فّقٍولا لّهٍ قّوًلاْ لَّيٌَنْا لَّعّلَّهٍ يّتّذّكَّرٍ أّوً يّخًشّى"} ولذا جاء شخص يريد أن ينصح احد الامراء وقال إني آمرك ومشدد عليك قال حسبك لست بأطغى من فرعون ولست بأفضل من موسى وهارون لان الله لما بعث موسى وهرون لفرعون قال لهما {فّقٍولا لّهٍ قّوًلاْ لَّيٌَنْا لَّعّلَّهٍ يّتّذّكَّرٍ أّوً يّخًشّى"} فاذا كان الرفق واللين مطلوبين مع الكفار ومع فرعون اطغى الطغاة فلان يكون الإنكار بالرفق واللين مع عصاة الموحدين أولى وأحرى ولذا قال الإمام النووي رحمه الله تعالى «ولا يشترط في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون كامل الحال متمثلاً لما يأمر به مجتنباً ما ينهى عنه بل عليه الأمر وان كان مخلاً بما يأمر به والنهي وان كان متلبساً بما ينهى عنه فانه يجب عليه شيئان ان يأمر نفسه وينهاها فاذا خل بأحدهما كيف يباح له ان يخل بالآخر» انتهى الإمام النووي رحمه الله لذا يجب علينا ان نأمر بالمعروف وان ننهى عن المنكر وان لم نعمل كل معروف ان لم نترك كل المنكرات لماذا لانك مأمور ان تترك المنكرات وان تنهى عن المنكر هذان امران فهل اذا ارتكبت أحدهما يبرر لك ان ترتكب الخطأ الآخر فاذا ارتكبت المنكر هذا منكر وإذا أقررت المنكر هذا منكر آخر.. وهذه مسألة يغفل عنها كثير من الناس تجد بعض الناس اذا قلت له لماذا لا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر قال انني مقصر سبحان الله لو لم يأمر بالمعروف الا كامل الحال إذاً لتعطل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. من هو الكامل والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» إذاً لابد أن نأمر وان لم نتمثل وننهى عن المنكر وان ارتكبنا بعضه ونتذكر قول الله تعالى{كّبٍرّ مّقًتْا عٌندّ اللَّهٌ أّن تّقٍولٍوا مّا لا تّفًعّلٍونّ} ويقول على لسان شعيب عليه السلام{ومّا أٍرٌيدٍ أّنً أٍخّالٌفّكٍمً} فلا يتناقض الانسان مع نفسه لكن لو ارتكبت المنكر يجب عليك أن تنكر المنكر ولو تركت المعروف يجب أن تأمر به ولذا يجب أن نعقل عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم {أّّتّأًمٍرٍونّ النَّاسّ بٌالًبٌرٌَ وتّنسّوًنّ أّّنفٍسّكٍمً وأّّنتٍمً تّتًلٍونّ الكٌتّابّ أّّفّلا تّعًقٌلٍونّ}.بعدها أجاب معاليه على أسئلة الحضور.
|