الإسلام دين رحمة للعالمين وهذه الرحمة لو أن المسلمين تمثلوها في وقتنا الحاضر لكانت ابلغ دعوة إلى الإسلام، ومن تلك الرحمة التي جاء بها هذا الدين العظيم هي رحمته بالاطفال فقد ضرب هذا الدين في رحمته بالاطفال اروع الصور واجلها رحمة لم يعرفها الغرب بحضارته والشرق بعراقته بل يقف العقلاء والمنصفون من اتباع جميع الأديان والملل والنحل الاخرى موقف الإجلال والتقدير لدين الإسلام في رحمته للعالمين عموماً ورحمته بالاطفال خصوصاً غير اننا لم نترجم هذه الرحمة في واقع تعاملنا مع اطفالنا الا من رحم الله منا وهذه صورة من صور تفريطنا القاتل فيما نملكه نحن المسلمين من هدي انزله الله رحمة للعالمين، والمتأمل في صور رحمة الاسلام بالاطفال ليعجب من ذلك الزخم الهائل من تلك الرحمات وتلك اللمسات وتلك التلبية لحاجات الطفل النفسية والجسدية والاجتماعية ومن ذلك ان الاسلام عني باشباع الطفل لكافة حاجاته فخذ مثلا عندما كان صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس فارتحله الحسن او الحسين - رضي الله عنهما - وهو ساجد صلى الله عليه وسلم فأطال سجوده فقال له الصحابة رضوان الله عليهم كلاماً حول تلك الإطالة فقال «كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن اعجله حتى يقضي حاجته»!!، يا ليت شعري ماهو موقف احدنا لو ارتحله احد اطفاله وهو يصلي لا بالجماعة بل لوحده؟؟!!
ومن هديه صلى الله عليه وسلم في العناية بالطفل والرفق به ما روته عائشة رضي الله عنها «انه صلى الله عليه وسلم وضع صبياً في حجرة يحنكه فبال عليه فدعا بماء فأتبعه»!!، اين نحن منه صلى الله عليه وسلم، لو سكب احد اطفالنا على ثوب احدنا كأس ماء او فنجان قهوة لأقام الدنيا ولم يقعدها فما بالك لو بال عليه ماذا ستكون ردة الفعل؟!، لاشك انها مدمرة الى حد بعيد!!، ومن هديه صلى الله عليه وسلم في ملاطفته الاطفال انه كان اذا مربهم سلم عليهم وتلطف معهم وقد قال عليه الصلاة والسلام «من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا»، لا ريب أني لم آت بكل صور رعاية الإسلام بالطفل لكنني احسب انها إشارات عابرة وهذا الموضوع لا يكفيه مقال او مقالان بل يحتاج الى مؤلفات من قبل ذوي الاختصاص تبرز هذا الجانب وتربطه بواقع تعاملنا مع اطفالنا، غير انني في الختام اوجه رسالة لكل اب وكل ام وكل معلم ومعلمة للمرحلة الابتدائية وما دونها من حضانة وتمهيدي بالذات ان يتأسوا بخير البرية سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم في تعاملهم مع الاطفال لا لشيء الا لبناء جيل صحي من شتى النواحي النفسية والجسدية فكم هو مؤلم ان ترى رجلاً ذا زوجة وعيال او امرأة ذات زوج وعيال وقد بدت عليهما آثار اخطاء ارتكبت من قبل والديه احدهما او كلاهما او من معلم او معلمة عندما كان صغيراً فصار مهزوز الشخصية، وأنى له ان يزرع الثقة في ابنائه وبناته وفاقد الشيء لا يعطيه؟.
|