* الجزيرة - خاص:
أكد الشيخ علي بن صالح العقيل قاضي محكمة محافظة الشماسية ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على الدور الريادي للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في رد ومواجهة حملات وهجوم القوى المعادية للاسلام على دستور الأمة الاسلامية «القرآن الكريم»، ويتضح ذلك من خلال أهداف جمعيات تحفيظ القرآن الكريم التي تتمثل في ربط الناشئة من البنين والبنات بكتاب ربهم يقرؤونه ويتدبرونه ويهتدون به في ظلمات الجهالة والضلالة، ويكفي في هذا انتشال الناشئة من الضياع وجذبهم الى مساجد المسلمين ودور القرآن الكريم وتعليمهم القرآن تلاوة وتجويدا وحفظا وفهما وعملا. فذلك بداية الطريق ومفتاح الخير والحصن الحصين لهم وسعادة الدنيا والآخرة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وأكد فضيلته في تصريح له أن مواجهة الحملات من جانب القوى المعادية للاسلام يحتاج الى ثقافة أوسع واطلاع أشمل ودراسات مستفيضة، وذلك يتضح في دور الجامعات والمراكز العلمية والثقافية، وما إلى ذلك للوقوف في مواجهة هذه الحملات، وكذا دور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي تعني بربط الناشئة بكتاب الله تعالى، فذلك بداية الفلاح والنجاح، مطالبا الجهات الأخرى متابعة السير على هذا المنوال.
ورأى الشيخ العقيل ان معلم القرآ ينبغي ان يكون في أخلاقه وسلوكه وعمله مهتديا بهدي القرآن متمسكا به قدوة لطلابه، وبهذا ينجح في عمله ويؤدي دوره الكبير والجمعيات تسعى لتوفير أمثال هؤلاء المعلمين من الحفظة والمتخرجين فيها، ولكن دور هذه الجمعيات لا يكفي بل لا بد من أدوار أخرى يقوم بها رجال التعليم وعلماء المسلمين والجامعات والمراكز العلمية والتربوية الاخرى وبتعاون الجميع يمكن مواجهة تحديات العصر.
وشدد فضيلته على ان الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن بما أتيح لها من امكانات بشرية ومادية تسعى لجذب الناشئة والشباب لحفظ كتاب الله تعالى، وانتشالهم من مفاسد العصر ووسائل اللهو والمغريات المختلفة، فيكفي ان يقبل هؤلاء على مساجد الله يقرؤون كتاب الله، ويحفظونه، وهذا بداية الصلاح والفلاح، وقال: ان استراتيجيات الجمعيات واضحة لا تعقيد فيها، حيث تبث الحلق وتنشرها في المساجد المختلفة، ودور القرآن الكريم للبنات مع بعض الانشطة والحوافز كالرحلات والمكافآت المادية والمعنوية، مما يشجع على الالتزام بالحلق القرآنية ويروح على النفوس، ويدفع الى الامام.
وعن كيفية الاستفادة من تطور الاتصالات، وشبكة المعلومات الدولية «الانترنت» في مجال تحفيظ القرآن الكريم، قال الشيخ العقيل: يمكن للبعض الاستفادة من شبكة الانترنت في مجال تعلم القرآن وتعليمه، ولكن ذلك طريق لا تخفى خطورته، ولذلك لا ننصح الناشئة بذلك، على أن القرآن انما هو اداء لا بد فيه من ارتباط الطالب بمعلمه وأخذه عنه كما لا بد من تصحيح المعلم وتلقينه والتفاعل معه، والاخذ بتوجيهاته، وهذا ما لا تؤديه اية وسيلة أخرى.
وأعرب عن اعتقاده ان الامكانات اللازمة ماليا وفنيا للتعامل مع التقنيات الحديثة غير متوافرة لدى كثير من الجمعيات، وقال: نرى ان الامر أبسط من ذلك كله فالتوجه لحفظ القرآن لدى حلق التحفيظ والاقبال والمثابرة مع وجود معلم القرآن المؤهل كل ذلك كفيل بالوصول الى الهدف المنشود.
وأبان فضيلته ان جمعيات التحفيظ تقوم بدور مهم في علاج بعض القضايا الاجتماعية مثل محو الامية باعبتارها خطوة اولى باتجاه حفظ القرآن، وقال: يمكن لبعض الجمعيات علاج بعض القضايا الاجتماعية لمحو الامية باعتبار تعلم القراءة والكتابة اعظم معين على حفظ كتاب الله تعالى الذي هو اهم مقصد لدى جمعيات التحفيظ، مشيراً الى انه لا توجد معوقات تؤثر على اداءجمعيات التحفيظ، وقد فتحت المساجد ودور القرآن الكريم للبنات أبوابها لاستقبال طلاب الحلق، وإن كان ثمة معوقات، فهي قلة وعي كثير من أولياء الامور في حرصهم على الحاق أبنائهم وبناتهم بحلق التحفيظ المنتشرة والميسرة في كل مكان، مطالبا من الجمعيات والائمة والخطباء وأهل العلم والرأي ووسائل الاعلام بث الوعي بين أفراد الامة في هذا الجانب المهم.
وأكد ان الأثر الذي أحدثه القرآن الكريم في سلوك وتفكير وتعامل طلاب حلقات التحفيظ واضح وجلي، وكذا في استقرارهم النفسي حيث يبذل الطالب كثيرا من أوقاته يتعايش فيها مع القرآن يتلوه ويحفظه ويتدبره فلا شك ان هذا يؤثر على سلوكه وتعامله واستقراره النفسي، ويكفي ان نلاحظ تردده على المساجد ومحافظته على الصلوات وتلاوته للقرآن في أوقات مختلفة من الليل والنهار وإذا قورن مثل هذا الطالب بمن يقضي أوقاته في الشوارع ومع رفاق السوء وفي اللهو واللعب ظهر لنا أثر هذا الارتباط واضحا وجليا، وكيف لا يؤثر ذلك على سلوكه وهو ممن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه تغشاه الرحمة وتحفه الملائكة ويذكره الله في من عنده.
وأكد قاضي محكمة الشماسية التأثير القوي والايجابي الطيب والمبارك على تحصيلهم العلمي بأنه تأثير ايجابي طيب ومبارك، حيث اثبت الواقع ان هؤلاء الطلاب هم الاوائل في الدراسة المتقدمون على زملائهم في العلم والخلق والسلوك، مضيفا ان الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تحاول دائما الاستفادة ممن حفظ كتاب الله تعالى ليفيدوا غيرهم، وليكون لهم دور في التدريس في الحلق والاشراف عليها كما تعمر المساجد بالكثير منهم.
من جهة أخرى أبان الشيخ العقيل ان عدد الملتحقين في الجمعية من الذكور والاناث بلغ (455) بينما بلغ عدد الحلق (34) حلقة مشيراً إلى ان للجمعية أربع دور نسائية في مدارس تعليم البنات في كل من الشماسية والنبقية وأم حزم ودار نسائية صيفية في الربيعية وليس لدينا مدارس منتظمة.
|