* طريف - محمد راكد العنزي:
شهدت كثير من المدن والمحافظات خلال الأيام القليلة الماضية هطول امطار غزيرة ومتفرقة كانت البلاد بحاجة ماسة إليها، حيث أتت بعد ان من الله العلي القدير على كافة المناطق بهذه النعمة العظيمة التي هي بشارة خير ان شاء الله بظهور ربيع مزدهر هذا العام، كما ان هذه الامطار التي هطل بعضها ليوم واحد على بعض المدن كانت فرصة كبيرة لكشف بعض العيوب الفنية والهندسية التي تعاني منها بعض شوارعنا والتي ساهمت في تجمعات للمياه وسوء في التصريف وهي التي يفترض تدارسها جيدا حتى يمكن وضع الحلول الجذرية المناسبة لها وليتم تداركها في الاعوام القادمة.
حيث يقول «سعيد احمد الغامدي»:
كما سالت الاودية والشعاب ولله الحمد بهذه السيول الغزيرة فان شوارعنا لم تكن اقل منها شأنا حيث سالت كذلك الطرقات الرئيسية والفرعية وكذلك التي بداخل الاحياء مما ساهم في اغلاق بعض الشوارع وتحويل بعض السيارات وخاصة الصغير منها الذي قد يغرق في «شبر ماء» كما يقولون الى تغيير مسار طريقها الى ابعد منه تحاشيا لهذه المياه التي قد تتسبب في عطل بالمحرك او ان تصل الى الكهرباء بداخلها فتطفىء السيارة بالكامل. كما اعاقت بعض المياه المتجمعة أمام أبواب المنازل خروج البعض منها فيما تسببت في معاناة لربات البيوت حيث يدخل الصغار والزوار الى المنزل بعد ان تجمعت الاوحال والمياه بملابسهم واحذيتهم مما يؤدي الى تشويه الموكيت والاثاث.
سوء التنفيذ
كما أبدى «خالد سليمان» استياءه مشيرا الى وجود اخطاء فنية تقع بها بعض الشركات والمؤسسات التي تستلم مشاريع السفلتة حيث تتساهل في عدد من الامور الضرورية وتركز فقط على الامور الهندسية للشارع كالطول والعرض والمخارج واتساع المسار وتهمل الامور المهمة كميلان الطريق واستواء سطحه حتى لا تتجمع عليه برك من المياه، كما ان بعض الشركات وللاسف الشديد تضع خلطات متوسطة من الطبقات الاسفلتية مما يؤدي ومع هطول الامطار لسنة او اثنتين الى انكشاف السطح الخارجي للطريق وظهور حفر ومطبات فيه، ولا ادري لماذا لا تحاسب البلديات هذه المؤسسات وتضع عليها شروطا جزائية واضحة اذا ظهرت فيه عيوب مستقبلية.
افتقاد للجودة
فيما يتساءل «فايز هلال» عن فائدة المهندسين الذين يتبعون لهذه الشركات ويقومون باعداد الامور الفنية والهندسية للطريق قبل البدء بسفلتته اذ نراهم في الطرقات يقومون بالنظر من خلال المكبر الى مسطرة طويلة يمسك بها عامل في الطرف الآخر وهم يسجلون ارتفاع منسوب الطريق وانخفاضه وفق اسس علمية تقوم على عمليات حسابية، ولكن ليس هذا هو مربط الفرس ان القضية تكمن في التنفيذ، اذ يهمل العمال في المراقبة سواء من قبل الشركة نفسها او من قبل البلدية الى درجة ان البعض منهم يسابق الوقت ويعمل في الليل والنهار لانهاء عمله في وقت قياسي على حساب الجودة والنوعية ولهذا تظهر لنا بعد فترة تشققات في طبقة الاسفلت لمجرد جريان مياه امطار بسيطة عليه.
مشكلة التصريف
أما «فرحان صالح» فيقول: أين مشاريع تصريف مياه الامطار التي كان يجب ان توضع في الحسبان قبل البدء في السفلتة وان تكون من ضمن المشروع فتصريف الماء حفاظ على طبقة الاسفلت من التلف ولذا فانه من الاجدر ان يتم وضع بنود من ضمن مشاريع السفلتة بضرورة انشاء عبارات لتصريف المياه وخاصة في الاحياء حيث تتجمع المياه فيها ليومين او اكثر مما تتسبب في مشاكل بيئية وصحية للاسر التي تعيش بالقرب منه، كما يفترض ان توضع هناك خزانات ارضية لجمع هذه المياه فيها ومن ثم استغلالها في مشاريع البلديات كري الاشجار في الجزر الوسطية في الشوارع وري الحدائق التي تتبع لها.
|