الفن التشكيلي بكافة أنواعه من أجمل الفنون التعبيرية التي أنعم الله بها على فئة من الناس.. فهناك من يبدع في الخط وآخر يحترف الرسم.. وغيره يهوى اللعب بالمواد الطبيعية كالأخشاب والأحجار وغيرها. «شواطئ» التقت الفنان سلطان القحطاني الذي جعل من الفن الجزء الأهم في حياته فانطلق في الصحراء متأملا الطبيعة.. ومفحصاً النظر في كل حجر يمر عليه صغيرا كان أو كبيرا، وما من حجر يلفت انتباهه إلا ويأخذه ويحوله بلمسات بسيطة الى مجسم أو شكل جمالي رائع لا تضيع معه ملامح الحجر الطبيعية.. وكان من بين الأشكال التي تفنن بها سلطان: حجر كأنه طير يتأهب للتحليق في الفضاء، وحجر آخر تقتنع وأنت تتأمله بأنه أم تقف بشموخ وتحتضن رضيعها بين يديها، وهناك أشكال حيوانات متعددة كالغزلان وغيرها، ومن أبرز الأحجار التي أبدع في تشكيلها بلمسات تنم عن موهبة راقية ذلك الحجر الذي يتشكل على أكثر من ثلاثة أشكال بحيث تراه من كل جهة بشكل مختلف، فمرة تراه أسداً يفتح فمه.. ومرة تراه على شكل حيوان الدب وهو يمسك حيواناً آخر لافتراسه.. وأخرى وكأنه طائر البوم..
ومن أبرز الأعمال التي عرضها لنا الأخ سلطان هي تلك اللوحة المعبرة عن قصة فتاة استمرت معاناتها في موضوع ما لمدة خمس سنوات تقريباً وانقلبت المعاناة على أسرة الفتاة. وكانت اللوحة تحمل اسم «دموع مخفية» وهي على شكل باب مغلق، وتحمل العديد من الأشكال التعبيرية والمواد المستخدمة لإيصال الفكرة الى ما يشاهدها، ومن أهم ملامح اللوحة:
العلم السعودي.. وعدد خمس نجوم تعبر عن السنوات التي دامت فيها معاناة الأسرة، اضافة الى عدد «15» قطعة من الخرز الصغير الذي دل على مدة عمل والد الفتاة في خدمة العلم السعودي الموجود في اللوحة أيضا.. كما رسم على اللوحة صورة فتاة تبكي بدموع متناثرة وكتب عندها «دموع مخفية» راسماً معها القرآن الكريم قاصداً التعبير عن القسم بأن القصة حقيقية.. وقد لفت نظرنا عبارة كتبها الفنان على اللوحة تقول «لا يفتح الباب إلا من...؟؟» تعبيراً عن ان الجزء الآخر والأهم من القصة موجود في الداخل، ولا يمكن فتحه إلا من خلال انسان يتعهد بفهم القصة ويستوعب شعور الفنان ومعاناة الفتاة.. وعند سؤالنا للفنان عن سر اللوحة ذكر أنها جاهزة منذ سنوات ولم يستطع الوصول الى الانسان الذي يتحمل مسؤولية فتح الباب وقراءة تفاصيل القصة وفهماه من صاحبها.
فيا ترى ما الذي يدور وراء هذا الباب.
| 
