سرى الشوق نحو الصحب في أرض حائلِ
فَأوْرى قوافي الشعر نجل الفضائلِ
وشاح من الذكرى يفوح اريجه
بأفياء نجدٍ وزهر الخمائلِ
ففيها «أجا» يعشو بنارٍ سَميرهُ
و«سَلْمَى» تغشَّاها غمام الهواطلِ
ديار سقاها الغيث خيرَ المرابع
وتوّج روضها الخزامى المحَاللِ
بها حاتم الطائي ضَرْبُ المكارم
فبالخيل أقرى ضيفه ابن سائلِ
واحجم عن مكرٍ وأرخى مطيه
وبات الخلي هانىء البال حافل
فيا صفحة التأريخ أُرْوي حكاية
عن الجود والفجر الشمالي رافل
ووادي «الأُديرع» نبع المصائف
وإن جف بالشوك به زاد راحل
وقصر «خراش» الأثير المشارف
يلوح لعصر شامخ الطود نائل
وجامع «برْزَان» العتيق منائرا
دروس من العلم لفرض ونافل
ومكتبة «اليعقوب» كنز لغانم
بها أمَّ مخطوطات ماض وناقل
تطوف بنا الذكرى لأيام واحة
قضينا بها عمرا بجد وهازل
فما عابها مزح وكدح مثابر
وما طابت الأوقات إلا لعامل
سعينا بصبر وامتطينا رحابها
وقد يبلغ الساعي علو المنازل
فيا صاحبي هذي مشاعر غائب
وقد يبطىء اللقيا لهاث المشاغل
وان يحفظ العهد القديم بظله
فما هذه الدنيا مقام لزائل