ان ما توصل اليه العلم الحديث حتى الآن جعل الناس لا يستطيعون التفريق ما بين الحقيقة والخيال في بعض المجالات التكنيكية وخاصة فيما يتعلق بالعقول الالكترونية.
ولعل السبب في ذلك هو ما يجده المرء اليوم خيالا يصبح غدا حقيقة واضحة لا تقبل الشك أبدا.
ومن بين الميادين التي شملها هذا التطور العلمي السريع هو ميدان طرق المواصلات حيث بدأت السلطات الالمانية المختصة تستعد منذ الآن لتنفيذ ما يسمى بمشاريع المستقبل التي تبدو ولأول وهلة حينما يسمعها المرء أشبه بالخيال.
وفي مقدمة هذه المشاريع موضوع استخدام العقل الالكتروني في قيادة القطارات والاشراف عليها وزيادة سرعة هذه القطارات بحيث تصل الى 300 كيلومتر في الساعة الواحدة ومن الاسباب الرئيسية التي دفعت دوائر السكك الحديدية الالمانية الى هذا الاهتمام الكبير بموضوع القطارات هي:
1 الاستفادة من الامكانيات المتوفرة بفضل العلم الحديث وتسخيرها لخدمة وسائط النقل أولا وتوفير الوقت والجهد ثانيا.
2 لوحظ خلال العشرة الأعوام الماضية أن المنافسة ما بين وسائل النقل الحكومية (القطارات) ووسائط النقل الخاصة (السيارات) أخذت تزداد شدة الأمر الذي جعل دوائر السكك الحديدية ترتفع الى مستوى هذه المنافسة للمحافظة على أهميتها أولا وتحاشى مشاكل سفر القطارات الخالية من المسافرين ثانيا.
3 الاستعداد منذ الآن لمتطلبات المستقبل ومنها على سبيل المثال استخدام العقل الالكتروني في قيادة القطارات بدلا من الانسان.
والمعلوم بهذه المناسبة أن دوائر السكك الالمانية تستند في تنفيذ كل مشاريعها على الدراسات والأبحاث التي يضعها الخبراء المختصون بشؤون المواصلات استنادا الى متطلبات العصر الحديث.
|