حققت جراحات المخ والأعصاب بمستشفى الحمادي بالرياض نجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية، حيث أُجري بنجاح - ولله الحمد والمنة - العديد من العمليات الجراحية المعقدة، منها حالة طفلة تعرضت في حادث سير لاصابة بالرأس، وأحضرت للمستشفى وهي تعاني من نزيف في خارج الأم الجافية بالرأس، وكذا حالة أخرى مصابة بنزيف دموي تحت الأم الجافية لمريض يبلغ من العمر سبعين عاما، بالاضافة الى حالات أخرى لنزيف داخل المخ، وغيرها من الحالات.
وعرَّف الدكتور خالد عابدين استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمستشفى الحمادي بالرياض وزميل جامعة فوجيتا باليابان نزيف المخ بأنه عبارة عن حدوث تمزق في أحد الأوعية الدموية الصغيرة، ويحدث تلفاً بأنسجة المخ نتيجة لنقص الدم والأوكسجين في أنسجة المخ علاوة على تراكم الضغط الناتج عن النزيف.
وأضاف ان هذا النوع من السكتات الدماغية يحدث نتيجة وجود ارتفاع في ضغط الدم وهناك أيضا التشوه الشرياني الوريدي والعيوب الخلقية بالأوعية الدموية للمخ، مبينا أن لنزيف المخ أنواعا وفقا لمكان النزيف، وهي:
أولاً: نزيف خارج الأم الجافية وغالباً يحدث نتيجة لاصابات الرأس.
ثانياً: نزيف تحت الأم الجافية ويشمل النوع الحاد والنوع المزمن.
ثالثاً: نزيف أسفل الأم العنكبوتية، ويحدث نتيجة لانفجار تمدد شرياني بأوعية المخ.
رابعاً: نزيف داخل أنسجة المخ، ويحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم والاهمال في علاج الضغط، أو نتيجة لوجود عيوب خلقية بالأوعية الدموية للمخ أو نتيجة لوجود خلل بالأوعية الدموية للمخ مثل أمراض المناعة.
خامساً: نزيف داخل بطينات المخ وغالباً يؤدي الى حدوث استسقاء بالمخ.
وأكد الدكتور خالد عابدين خطورة نزيف المخ في كونه يحدث ويصيب أناساً أصغر سناً، وقد يؤدي الى حدوث غيبوبة ووفاة، مؤكداً ان نزيف المخ يحدث في الأطفال نتيجة لاصابات الرأس أووجود مرض سيولة الدم ونقص الصفائح الدموية، أما في الشباب، فيحدث النزيف ما بين 20-40 عاماً نتيجة الاصابة في الرأس أو انفجار في تمدد شرايين المخ أو نزيف من عيوب خلقية بالأوعية الدموية، مشيراً في السياق نفسه الى أن نزيف المخ يحدث للأشخاص في أعمار 45 عاما نتيجة لارتفاع ضغط الدم، أو تناول الأدوية التي تؤدي الى سيولة في الدم، وغالباً ما يحدث نزيف تحت الأم الجافية المزمن في أعمار أكثر من 60 عاماً نتيجة لاصابة بسيطة في الرأس.
وشرح الدكتور خالد عابدين الأعراض التي تصيب المصابين بالنزيف الداخلي بالمخ، ونزيف أسفل الأم العنكبوتية قائلاً: إن هذا النزيف غالباً ما يحدث صداعاً شديداً ومفاجئاً مع حدوث قيء مفاجئ وقد يصل الأمر الى فقدان الوعي، وتتبعها بعد وقت قصير أعراض عصبية أخرى مثل صعوبة الكلام أو ضعف في حركة الأطراف.
وتناول استشاري جراحة المخ والأعصاب طرق التشخيص لحالات نزيف المخ في الآتي:
أولاً: اجراء التحاليل الطبية لبيان مستوى الدهون والكوليسترول في الدم، وقياس وظائف الدم وعوامل التجلط، وضرورة اجراء تحليل دم شامل ويشمل الصفائح الدموية.
ثانياً: إجراء الأشعة المقطعية بالكمبيوتر على المخ لتحديد مكان النزيف وحجم التجمع الدموي، وكذلك تأثير النزيف على أنسجة المخ المحيطة، ومتابعة حدوث استسقاء بالمخ بعد النزيف.
ثالثاً: أشعة الرنين المغناطيسي على المخ، وأيضا على شرايين المخ «MRI&MRA».
رابعاً: الأشعة بالصبغة على شرايين المخ، وهي الأشعة المفضلة لتشخيص حالات تمدد شرايين المخ «ANEURYSM»، وأحياناً يتم استخدام أكثر من طريق للمريض الواحد وفقاً لحجم النزيف، وسبب النزيف، ودرجة الضغط على أنسجة المخ.
وواصل الدكتور عابدين الحديث عن طرق العلاج بقوله: في حالات النزيف داخل المخ الذي يؤدي الى ضغط كبير على أنسجة المخ، قد يتطلب الأمر جراحة لإزالة هذه البركة الدموية، أما إذا كان سبب النزيف المخي تمدداً بالأوعية يربط هذا التمدد بواسطة مشبك جراحي، وإذا كان هذا التمدد غير قابل للجراحة يتم ادخال قسطرة داخل الوعاء الدموي المصاب يتمدد واغلاقه عن طريق ملفات معدنية «ENDOVASCULAR BY COILS»، أما في حالات التشوه الشرياني الوريدي فيكون العلاج جراحياً أو عن طريق قسطرة داخل الأوعية الدموية أو بواسطة الأشعة الجراحية «RADIO SURGERY».
واستطرد استشاري جراحة المخ والأعصاب بالحمادي - في الموضوع ذاته - قائلاً: أما في حالات النزيف خارج الأم الجافية، فيتم اجراء جراحة عاجلة لتفريغ التجمع الدموي، وإزالة الضغط على أنسجة المخ، وكذلك ايقاف مصدر النزيف الدموي، فأغلب الناس يشفون شفاءً تماماً إذا أجري لهم العلاج المناسب والسريع، وقد يتطلب الأمر فترة من النقاهة يستعيدون خلالها صحتهم وعافيتهم، ويميل الأطفال الى الشفاء بدرجة أسرع من الكبار، وتتحسن حالتهم بخطى ثابتة.
| 
