حذَّرت طبيبة أمراض نساء وولادة الحوامل من الإهمال في متابعة ما قبل الولادة، نظراً لأهمية إجراءات العناية بصحة الأم والجنين في تجنب كثير من الاختلاطات والمضاعفات الخطرة التي تهدد سلامة الحمل، في حالة اكتشافها في الوقت المناسب.
وقالت د.رباب حيزة أخصائية أمراض النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض إن العناية ما قبل الولادة ليست ترفاً كما يعتقد البعض، كما أن الهدف منها يتجاوز تحديد موعد الولادة، كما كان الأمر من قبل، عندما كانت الحامل تذهب لمراجعة الطبيب مرة واحدة فقط، مشيرة إلى أن كثيراً من الحالات التي يتم إهمال متابعتها قد تعرض الحامل لنوبات من الاختلاجات أو تعاني من نوافض وحمى عالية بسبب التهاب حويضة الكلية أو تكافح من أجل طرد جنين «عرطل» ميت، أوغيرها من المشاكل التي كان يمكن علاجها فيما لو تمت المتابعة في الوقت السليم مشيرة إلى أن العناية لما قبل الولادة يجب أن تبدأ حالما يصبح احتمال حدوث الحمل وارداً، أي بعد بضعة أيام من فقد الدورة الطمثية بإجراء اختبار الحمل، ثم يكون المسح الأولي بأي يوم من الأسبوع دون موعد مسبق، وبهذه الزيارة يبدأ التقييم الفيزيائي، ويتضمن تحديد ضغط الدم والوزن والطول وتجرى الفحوص المخبرية التالية: وعلى سبيل المثال بالنسبة للدم فحص الهيموغلوبين - الهيماتوكريت - تعداد الكريات البيض - تعداد الصفيحات - مسح الكريات المنجلية عند النساء من العرق الأسود - تركيز الجلوكوز - الفحوص المصلية للأفرنجي - نمط الزمرة الدموية - اضداد الكريات الحمراء - اضداد الحصبة الألمانية - مسح روتيني لمستضد التهاب الكبد B.
أما في البول فيتم فحص غلوكوز البول - البروتين - زرع عينة من منتصف التبول لتحديد أي تجرثم بولي، بعد ذلك تحدد مواعيد المراجعات المتتالية بفواصل 4 أسابيع حتى الأسبوع، 28 ثم بفاصل كل أسبوعين حتى الأسبوع 36، ثم أسبوعياً حتى الولادة، وفي كل مراجعة تتخذ خطوات من أجل التعرّف على حس صحة الأم والجنين، منها قياس:
1- معدل ضربات قلب الجنين والحجم الفعلي للجنين وكمية السائل الأمنيوسي المحيط به وطبيعة المجيء والتدخل في أواخر الحمل وفعالية وحركة الجنين، وبالنسبة للأم يجب متابعة ضغط الدم والوزن وأية أعراض أخرى مثل الصداع - وتبدل الرؤية - ألم بطني - غثيان - إقياء - نزف - سائل مهبلي - عسر تبول، كذلك قياس المسافة بين الارتفاق العاني وقعرالرحم.
ومن الأهمية بمكان إجراء فحص مهبلي في أواخر الحمل للتعرُّف على مجيء الجنين والتدخل عن امحاء واتساع عنق الرحم.
وأهم الفحوصات التي تجرى في هذه المتابعة هي إعادة معايرة الهيموجلوبين والهيماتوكريت والفحوص المخبرية للإفرنجي إذا كان شائعاً بين السكان، وإجراء عيار البروتين الجنيني من أجل كشف آفات الأنبوب العصبي المفتوحة، ويوصى أيضاً بإجراء اختبار تحمل السكر عند النساء اللواتي لديهن خطر الإصابة بالسكري الحملي بين الأسبوعين 24-28 من الحمل، وإجراء فحوصات بالأمواج فوق الصوتية بمعدل 3-4 مرات خلال الحمل؛ وذلك في بداية الحمل لإثبات حيوية الجنين وبعد ذلك لتقدير نمو الجنين وكمية السائل الأمنيوسي ووضعية المشيمة مع مراعاة تسجيل كل المعلومات وثيقة الصلة بالحمل بشكل مقروء وواضح يمكن أي شخص يستعمل سجل الحمل من إدراك أهمية المعلومات التي يحتويها.
|