لابد أنك شاهدت أو سمعت أو حتى مررت بتجربة انحباس أو توقف شيء ما صلب وأنت تأكل.. هذا ما نسميه عسرة البلع ولكن قد تكون هذه المسألة خطيرة تصل لحد توقف هذه الأجسام الغريبة في المريء.
وتشريحياً المريء عبارة عن أنبوب عضلي المنشأ يمتد من الأعلى على مستوى الفقرة الرقبية السادسة الى فوهة الفؤاد في المعدة في الأسفل على مستوى الفقرة الظهرية الحادية عشرة، بحيث ينزل عامودياً مع ميلان نحو الأيسر.
وخلال امتداده هناك ثلاثة تضيقات عند البداية وذلك على بعد 15سم من الأسنان القاطعة وتضيق ناتج عن انطباع القوس الأبهرية والقصبة الرئيسية اليسرى على بعد 25سم من الأسنان القاطعة العلوية والتضيق الثالث ناتج عن اجتياز المريء للحجاب الحاجز على بعد 40سم من الأسنان القاطعة العلوية.
والفائدة من ذكر هذه التضيقات هو ان أكثر الأجسام الغريبة تنحبس في المريء على مستوى هذه التضيقات الفيزيولوجية وله أيضا جزئين جزء علوي في العنق ويسمى المريء الرقبي وجزء في الصدر ويسمى المريء الصدري.
ولنتكلم بشيء من التفصيل عن وجود الأجسام الغريبة في المريء بحيث ان انحباس IMPACTION جسم غريب في المريء يتعلق بحجم وشكل الجسم الغريب، فالأجسام الغريبة الحادة وذات الرأس الحاد «الدبوس» قد تنغرز في أي جزء من أجزاء المريء الأدوات الكبيرة أو لقمة الطعام قد تنحبس في مريء طبيعي خاصة إذا تم بلعها بسرعة أو بشكل طارىء، ويحدث ذلك خاصة عند المرضى النفسيين.
أما الأدوات الصغيرة وأجزاء الطعام الصلبة «عظام» تنحبس في مناطق تضيقات المريء الفيزيولوجية أو في حالة تشنج المريء أو بسبب وجود تضيقات سابقة مرضية على مستوى المريء.
تعتبر الأجسام الغريبة غير النباتية في المريء من أكثر الأجسام خطراً، وتعتبر النقود المعدنية عند الأطفال، والقطع العظمية من اللحم أو السمك في الكهول من أكثر الأجسام الغريبة انحباساً في المريء.
وكما ذكرنا إن أكثر المناطق التي تنحبس فيها الأجسام الغريبة هي عند التضيقات الفيزيولوجية وخاصة في المريء الرقبي ويندر أن تنحبس في الفؤاد «اتصال المريء بالمعدة».
وعادة إذا مر جسم غريب عبر المريء فإنه عادة يجتاز الأمعاء أيضا دون آثار تذكر.
أهم ما يتعرض له المريض عند ابتلاعه للجسم الغريب هي فجائية الحدوث في معظم الحالات والأعراض الرئيسية الألم يتوضح خلف منتصف الصدر أو في الظهر ثم عسرة بلع قد تكون شديدة وتامة حتى تجاه اللعاب وقد يحدث بحة الصوت وصعوبة بالتنفس.
وتشخيصا تكون بالقصة السريرية والأشعة البسيطة حيث تظهر القطع النقدية ظليلة على الأشعة بينما عظام السمك قد لا تظهر وأخيراً لابد من اجراء منظار للمريء تحت التخدير العام بحيث يكون ضرورياً في حال وجود الأعراض الصريحة مع سلبية على الصورة الشعاعية.
المعالجة:
تقوم على استخراج الأجسام الغريبة باستعمال منظار المريء تحت التخدير العام وقد يكون من الضروري قص الأجسام الغريبة «كجسور الأسنان في الكهول أو دبوس» وذلك قبل استخراجه وقد يكون من الحكمة أحياناً دفع الجسم الغريب الخطر الى المعدة واستخراجه من هناك.
هناك مخاطر كبيرة في حال عدم السرعة باستخراج الأجسام الغريبة من المريء قد تكون مهددة للحياة لذلك يجب الانتباه بشدة للأطفال وعدم ترك الأشياء الدقيقة والنقود بين أيديهم وأيضا للتروي في الأكل وخاصة عند أكل اللحوم والأسماك واللجوء الى الطبيب بسرعة حتى يتم الاجراء المناسب لاستخراج هذا
الجسم الغريب.
( * ) أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة | 
