امرأة مرت بالتجربة:
آن الأوان لأن أقف مع القصبي والسدحان

إشارة إلى ما نشر في صفحة عزيزتي الجزيرة عن مسلسل «طاش ما طاش» ولست هنا بصدد الحديث عن المسلسل وحكمي عليه من الجوانب الايجابية والسلبية، لأني لست من متابعي «طاش ما طاش» ولا غيره..
لكن فهمت مواضيع حلقات «طاش ما طاش» من خلال مطالعاتي للصحف.. في البداية لمت الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي.. وشننت عليهما هجوما قاسيا.. لما تطرقا له من القضايا الاجتماعية التي نوقشت من خلال المسلسل بطريقة استفزازية.. وخروج على القيم والعادات الاجتماعية.
وتألمت أكثر عندما بالغا أشد المبالغة في تصوير القضايا الاجتماعية التي تهم المرأة بهذا الأسلوب الذي أثار جدالاً ونقاشاً في كثير من الصحف.. وضجة إعلامية جعلت الناس في مد وجزر.. من نجاح المسلسل وفشله.. لحظتها اتهمت طاقم مسلسل «طاش ما طاش» بعدم العقلانية والاتزان والتهجم على المرأة وطرح قضاياها بطريقة تفوق الخيال. الآن اتضح لي أن «الذي رجله في الماء ليس مثل الذي رجله في النار».
الآن أقف صفاً إلى جانب طاقم مسلسل «طاش ما طاش» فيما تعانيه المرأة بالذات في الأماكن العامة وعدم تقديم مساعدتها على مساعدة الرجال احتراماً لأنوثتها.
وما جعلني أقف صفاً إلى جانب الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي هو ما حصل لي شخصياً. عندما أصيبت والدتي بوعكة صحية ألمت بها فاضطررت للذهاب بها إلى طوارئ مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وقدموا لها المساعدة وتم تحويلها إلى مركز الرعاية الصحية التابع لمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني.. فرفضوا مساعدة والدتي.. بسبب قوانين وأنظمة وضعت.. أنا لا أعرف عنها شيئاً.. لأني كنت خارج مدينة الرياض فترة من الزمن..
بعد الالحاح مني عليهم في مساعدة والدتي.. نظراً لصعوبة رجوعي بها لهم في يوم آخر لأنها امرأة مسنة.. تكبدت العناء والمشقة من أجل الوصول إلى المركز.. خصوصاً ان ركوب السيارة بالنسبة لها في غاية الصعوبة نظراً لكبر سنها.
وبعد ان يئس مني موظفو الاستقبال.. اقترحوا علي أن أذهب إلى المسؤول عن علاقات المرضى.. وشرحت له ما أريد..
ذهبت إليه فوجدت الغرفة قد امتلأت بالمراجعين من الرجال.. طرقت الباب.. رفع بصره إلي.. وعاود اكمال ما بين يديه دون أن يتكلم أو ان يكلف نفسه سؤالي.. متناسيا وضعي كامرأة أقف بين الرجال في منظر مزر وطلبت منه فلم يرد علي لانشغاله.. وفي الأخير حاولت ان أفهمه ان وقوفي بين الرجال امر غير لائق بي.
في هذه اللحظة مر على ذاكرتي الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي.. وتصويرهما المرأة وما تعانيه.. في مثل هذه الظروف.. لحظتها قلت في نفسي.. لو كل الذين كتبوا عن «طاش ما طاش».. حصل لنسائهم مثل الذي حصل لي.. والله ما وقفوا في وجه ثنائي «طاش ما طاش» بالنقد والتجريح.
لكن صدق الذي قال «ما يحس بالنار إلا رجل واطيها» انا لا أنكر انه تم الكشف على والدتي ومساعدتها.. ولا أطالبهم باختراق الأنظمة والقوانين.. ولكن ألوم مسؤول علاقات المرضى عن تركه لي فترة من الزمن.. أقف بين صفوف الرجال.. ولا أنسى تلك اللحظة وأنا أموت خجلاً من شكلي بين هؤلاء الرجال.. ولكم ان تتصوروا.. امرأة تقف بين مجموعة رجال.. وهي الوحيدة بينهم ماذا سيكون ردة فعلها.. خصوصا انها تربت في هذه البلاد الطاهرة على عدم مزاحمة الرجال للنساء تأسيا بكتاب الله وسنة رسوله.. وأنا لا أقلل من قيمة المركز وما يقوم به من جهود جبارة في خدمة المرضى.. ولكن ألوم موظفي علاقات المرضى لتجاهلهم لي كامرأة.. ولو تم مساعدتي قبل الرجال وانهاء كل إجراءاتي ما اظن ذلك سوف يثير حفيظة تلك الرجال.. لأني رأيت في عيونهم ومن نظرتهم الشفقة علي من وضعي بينهم.. ولا يفوتني من خلال هذا المنبر الإعلامي ان اقدم شكري وتقديري إلى الدكتور يوسف الصالح استشاري مرض السكر في مستشفى الملك فهد على ما يقوم به من عناية تامة واهتمام منقطع النظير بوالدتي.. وكذلك الدكتور خالد الجبير طبيب عيون على الخدمات التي يقدمها لوالدتي وتسهيل الصعاب التي تخترق طريقنا.. وتواضعه الجم مع جميع المرضى.. أسأل الله العلي القدير ان يوفقهم إلى ما يحب ويرضى ويجعل عملهم هذا خالصا لوجهه انه جواد كريم.
الآن ومن هذه اللحظة اعلنها إلى الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي وأقول لهم سيرا إلى الأمام ونحن من خلفكما في مناقشة القضايا الاجتماعية وخصوصا التي تختص بالمرأة.. والله من وراء القصد.