كثيرون هم الذين يبدون التسخط والتذمر من كل ما هو حولهم من الأنظمة والأولاد والشوارع والمستشفيات وسلوك الآخرين تجاههم ومن كل ما هو ذي شأن، وذلك راجع لعدة أسباب أهمها ضعف الإيمان والرضا بالقضاء والقدر، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، هكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن النتيجة المترتبة على رد فعل من أصابته مصيبة، ثم إن المتسخط يريد أن يثبت للآخرين أنه صاحب رأي صائب عكس ما هو موجود فعلاً مما يتسخط منه، وتكون ردود فعل الناس متفاوتة تجاه ما ينقمون منه فبغضهم يكتفي بالتأفف والضجر وربما تطاول فسبَّ وشتم، وآخرون يحدثون أفعالاً مادية تعبر عن آرائهم الغاضبة ربما كان أخطرها الانتحار بشكل أو بآخر وأخطر منه الانتحار مع إيذاء أكبر عدد ممكن من بني جلدته المتمثل في تفجير نفسه في حشد من الناس أو في مجمع سكني، ناسياً أو متناسياً حق الله عليه في جسده وحق نفسه ووالديه ومجتمعه ووطنه.
إن الحديث في هذا الجانب على قدر كبير من الأهمية والحاجة إلى التأمل والوقوف مع النفس وقفة صادقة، فمن المستفيد من هذه التضحية الجسيمة التي تذهب ضحيتها روح الإنسان ودينه ودنياه.
إن ردود أفعال المتسخطين على اختلاف مشاربهم نوع من الانهزام والتعجل للنتائج وقصر النظر، سواء كان تسخطهم على أمور دينية أو دنيوية، فالأمور الدينية يحكمها الدرجات الثلاث لإنكار المنكر المعروفة على ألا ينكر المنكر بما هو أنكر منه كما قرر ذلك فقهاء الإسلام. أما الأمور الدنيوية فتحتاج إلى سعة بال ومعالجة لأبعاد المشكلة المختلفة، وهذا لا يتأتى إلا بالتأمل والمشورة لأصحاب الرأي والاختصاص وإعطاء الحلول الوقت الكافي لقطف النتائج الإيجابية إن شاء الله.
|