كنت مثلي مثل غيري أتابع فاعليات مؤتمر الفكر العربي المنعقد في بيروت من واقع الفضائيات اللبنانية والذي تناقلته وكالات الأنباء وعلقت عليه بعض الصحف العالمية أيضاً، وأعجبت كثيراً بسرعة الاستجابة العالمية لفكرة سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز في الالتفاف حوله في عملية من شأنها إقامة حوار لمثل هذا المؤتمر الفكري المهم والذي حضره أكثر من ألف مشارك من العلماء والفقهاء والمثقفين والكتاب والسياسيين وأصحاب الرأي والفكر من جميع أنحاء العالم وحظي بمباركة أكبر زعماء العالم، مثل الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي وحضر بعض رؤساء الدول وكأنهم في هذه الحالة يتنفسون الصعداء، فقلت في نفسي سبحان الله..
هذا التوفيق وهذا الحظ النادر المصاحب لهذا الأمير المحظوظ دائماً والذي لايخطو خطوة إلا ويعرف مسبقاً مدى نجاحها وحينما تبنى فكرة إنشاء هذه المؤسسة الفكرية سرعان ما انهالت عليه الاستجابة والتأييد والدعم المادي والمعنوي من كل مكان لما لذلك من مردود إيجابي ونجاح باهر، وفعلاً بدأ الرجل يحوم في سماء الفكر العالمي وهذه هي مقدمات البشائر تطرق الأبوب وتجني الثمار وهي في أول الطريق.
إن حوار الأديان هو المقدمة الأولى لهذا العالم فعلاً وحينما يكون هناك قناعة لمثل هذا الحوار فإنه ينتج عنه تفهم نمط الأديان ونمط التعايش السلمي لمختلف الأديان والثقافات أيضاً. وخصوصيات الشعوب في هذا الكوكب الأرضي على اختلاف مشاربهم وعقائدهم ولاسيما أن العالم مقبل على ما يسمى بالعولمة والتي تستطيع هي الأخرى من بث نفوذها في المجال الاقتصادي فقط الذي يعتبرعصب الحياة لهذا العالم خلاف الأديان المتباعدة في معتقداتها لكنها متقاربة في مصالحها المشتركة.
إن هذا النجاح المسبق لرئيس هذه المؤسسة وإدارة فعالياتها بهذه المهارة الفائقة سيجعلها تتحول من الفكر العربي إلى الفكر العالمي قريباً إن شاء الله. دليل ذلك سرعة هذا التجاوب المتوافد لمؤتمر بيروت، وما وراءه سيكون أعظم بإذن الله.
|