غطى خبر اعتقال صدام حسين على انفجار مروع في ذات اليوم بالخالدية غرب بغداد أسفر عن 17 قتيلا، وأمس أدى انفجار آخر الى حصد أرواح مالا يقل عن 16 من المدنيين العراقيين.
ويبدو ان هناك من هو عازم على التأكيد بأن قتل المدنيين أصبح بنداً مهماً في دورة العنف الجارية حالياً في العراق.
وتحيط الكثير من الشكوك والتفسيرات المتباينة بهذه العمليات الوحشية التي تستهدف المدنيين أو حتى العسكريين من أفراد الشرطة العراقية.
وفيما يفضل البعض القول ان استهداف الشرطة يتم بقصد حملها على عدم التعاون مع الأمريكيين فان عراقيين تظاهروا بعد احد تلك التفجيرات ضد الشرطة مشيرين بأصابع الاتهام إلى القوات الامريكية بأنها وراء الهجوم.
ومن الواضح أن الاقرب الى التفسير أن قتل المدنيين يرمي الى احداث فوضى هائلة في هذا البلد المسكون أصلا بهواجس عدم الاستقرار والخوف من المجهول.
وفي ظل هذه الاجواء يمكن ان تنشط كل أنواع المؤامرات والفرصة مواتية بالطبع لاسرائيل كي تحشر أنفها في الشأن العراقي وبحجم كبير لاستخباراتها التي تجد ظروفاً مثلى للعمل.. وهي أفصحت مؤخرا عن تدخلاتها في العراق.
وهناك الكثيرون الذين يهمهم ازالة كل ما يمكن أن يمت بصلة الى ملفات اجرامية او بأسرار يتطلب الحفاظ عليها الإطاحة ببعض الرؤوس.
ويبقى من المهم ازالة ذرائع هذه الفوضى وهو امر من الصعب تنفيذه اذا لم يتم تحديد الجهات الفاعلة.
ومع ذلك فان القدر المتوفر عن احد أسباب هذه الفوضى هو استمرار الاحتلال حيث من المعروف ان هناك من يستهدف الامريكيين الذين زاد عدد قتلاهم بعد الحرب عما هو قبلها.
وترتيبات ازالة الاحتلال تعتمد في المقام الاول على عمل سياسي يمهد لهذا الانسحاب من خلال تقوية المؤسسات الوطنية السياسية المؤقتة والدائمة الى جانب تعزيز وسائل الأمن الوطني.
ومثل هذه الخطوات يمكن ان تشيع قدرا من الامل في النفوس يمكن ان ينعكس بدوره في شكل اقبال اكبر على مواجهة المسؤوليات الوطنية من قبل الكثيرين طالما أن هناك وقائع على الارض تبشر بانتهاء الاحتلال.. ويفترض مثل هذا القول ان المشاكل لن تنتهي بزاول الاحتلال، ومع ذلك فان ذهاب الاحتلال يمهد لاجواء صحية تتيح مشاركة أوسع من قبل العراقيين كافة في مواجهة التحديات ومنها تلك الامنية بشكل خاص.
|