|
|
ربما اعتقد عدد من كيانات الإجرام والإرهاب المتشكلة في الخفاء المجتمعي السعودي، وتحت ستار تم اختياره بخبث ودهاء، أن ثغرةً ما في النسيج الأمني للمجتمع قد تتيح لهذه الكيانات تحقيق مآربها العدوانية، والنجاح في فرض حالة من الانفلات الأمني، لتتعدد بذلك ثغرات هذا النسيج فتتعدد تباعاً إرادات الاختراق وأشكاله وأحواله وعناصره. وربما - أيضا - زاد من اعتقاد تلك الكيانات بإمكانية النجاح لهذه السياسة الإجرامية، حدوث أحداث إرهابية بالفعل ذهب ضحيتها عدد من كيانات أخرى في المجتمع لم تكن تعمل إلا لمزيد من الرقي والرفعة لهذا المجتمع. إذاً، (فرضية الممكن) في تحقيق المجرم النجاح فيما كان يهدف إليه ربما كانت محركاً مهماً من محركات العدوان على أرواح الناس وممتلكاتهم، وعلى العبث بشعور الأمن والاستقرار لدى أفراد ومؤسسات مجتمعية أخرى. وأعتقد أننا قد أتينا من هذا الشعور الذي ربما تشكل لدى المجرمين نتيجة تتابع العقود والأزمنة على مجتمعنا السعودي العظيم وهو يرفل في بحبوحة من العيش ونعمة مسبغة من الأمن والرخاء والاستقرار. فلم تكن أحداث العنف ولا النزعة إليه هاجساً من هواجس المجتمع في أي من كياناته ومركباته وعناصره، ولم يكن يتصور أحد ممن عرف المجتمع وعاش فيه أن يكون مقصداً للمجرمين والقتلة. ربما أتاحت هذه البيئة المستقرة في المجتمع أن يلج المجرمون من باب الغيلة والغدر والخيانة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |