تكريت تشكك في مكان وزمان اعتقاله
صدام استقبل أعضاء مجلس الحكم بالشتائم ونعتهم ب«عبيد أمريكا»

  * تكريت - د. حميد عبد الله:
اجمع عدد من اهالي قضاء الدور الذي اعتقل فيه الرئيس العراقي السابق صدام حسين ان القوات الامريكية لم تعط معلومات دقيقة عن الكيفية التي اعتقل بها صدام حسين ولا عن مكان وزمان الاعتقال.
وقال صطام روكان وهو طالب في جامعة تكريت ويسكن مدينة الدور ان اهالي المناطق القريبة من منطقة العبور التي قال الامريكان انهم اعتقلوا صدام حسين فيها لم يسمعوا تحركات للجيش الأمريكي في المنطقة مشيرا الى ان حركة 600 جندي مع مستلزماتهم العسكرية وغطاء جوي يغطي تقدمهم لابد من ان تكون لذلك ضوضاء وجلبة تلفت انتباه سكنة تلك المنطقة الا ان شيئا من هذا لم يحدث مما يؤكد ان الرواية الامريكية حول طريقة القبض على صدام غير دقيقة.
ورجح روكان وايده عدد آخر من اهالي الدور ان صدام ربما يكون قد اعتقل في مكان آخر وان الامريكان قد صوروا المخبأ واوحوا بأن صدام كان مجرد شخص مطارد ومختبئ في جحر ولا علاقة له بأعمال المقاومة بهدف التقليل من شأنه وتصغيره أمام شعبه.
وعبر اهالي الدور عن اعتقادهم ان صدام كان معتقلا منذ فترة وان الامريكان قد تكتموا على الأمر حتى يستكملوا السيناريو الذي كانوا يريدون تسويقه الى العالم، مؤكدين ان عملية القبض على صدام أخذت أبعادا سياسية ودعائية اكثر من أبعادها الميدانية والواقعية.
من جهة أخرى شكك بعض من اهالي تكريت بأن يكون صدام بكامل قواه لحظة القبض عليه مرجحين وجود وشاية قادت الامريكان الى مخبئه في وقت قيلولته حيث تشير كل الدلائل الى ان صدام كان في حالة أشبه بالدوار مما يرجح احتمال تعرضه لعملية تخدير.
وقال طلك مشعان وهو مدير مدرسة متقاعد يسكن تكريت ان معرفته بصدام تجعله على يقين ان الاخيرلن يستسلم لقدره بهذه السهولة كما زعم الامريكان وانه لو منح فرصة الدفاع عن النفس لقتل او قتل او انتحر لكنه اخذ بغتة وعلى حين غرة وكان في وضع غير طبيعي مرجحا ان يكون الجنود الامريكان الذين كلفوا باعتقاله قد رشوا المنطقة بمادة مخدرة بهدف تجنب مواجهة صدام ومن اجل تحقيق الهدف الأمريكي بالقبض عليه حيا مشيراً الى ان صدام ليس اقل شجاعة من نجليه اللذين قاتلا حد الموت ولم يمنحا الامريكان القبض عليهما. في هذه الاثناء تسربت أخبار في بغداد تفيد بأن صدام ربما يكون قد نقل الى خارج العراق بعد وقت قصير من مقابلة أعضاء مجلس الحكم له.
وقالت مصادر قريبة من سلطات الاحتلال الأمريكي ان الامريكان لا يحبذون الإبقاء على صدام في العراق لاسباب أمنية ولم تستبعد تلك المصادر ان يكون صدام نقل الى دولة قطر ليحتجز في القاعدة الامريكية هناك تمهيدا لنقله الى الولايات المتحدة مؤكدة انه ربما لن يعود الى العراق ولن يراه أحد بعد الآن.
وافادت تلك المصادر ان الجنود الامريكان المكلفين بحراسة صدام بلغوا بعدم السماح لأعضاء مجلس الحكم بالإساءة الى صدام أثناء زيارتهم له في سجنه غير ان الاخير كان قد تعامل باستعلاء مع زائريه ناعتا إياهم بعبيد واشنطن مما دفع البعض الى شتمه الأمر الذي اضطر الجنود الامريكان الى إنهاء الزيارة.