الان وبعد أن «أفلح» الأمريكيون في الوصول إلى صدام حسين، فهل يتفرغون للحد من شرور شارون؟!! أم يكون ذلك دافعاً لشارون لزيادة العنجهية والغطرسة ومزيداً من ارتكاب الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني؟
و«خارطة الطريق» التي جعلها الرئيس الأمريكي جورج بوش سبيلاً لتحقيق التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي جمدتها تجاوزات واختراقات حكومة شارون وعدم تعاونها مع بنودها، أما آن لها أن تأخذ طريقها للتنفيذ، خاصة بعد سلسلة المبادرات «السلمية» التي سبقت أسر صدام حسين..؟!
وهل تتحرك الإدارة الأمريكية لفرض تنفيذ بنود خارطة الطريق خاصة بعد الاشارات التي صدرت وتصدر من الفلسطينيين باستعدادهم لإبرام هدنة جديدة لوقف إطلاق النار مع الإسرائيليين تجنب المدنيين من كلا الجانبين الاستهداف من قبل المقاومين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
التحركات السياسية والتصريحات المنسوبة إلى المسؤولين الأمريكيين تشير إلى أن واشنطن تعمل «بحذر» على تحريك الجهود الدولية والإقليمية لفعل شيء ما في فلسطين يمهد للبدء في تنفيذ خارطة الطريق.
في هذا السياق يأتي التحرك المصري الذي يهدف إلى إنجاز اتفاق بين الفصائل الفلسطينية لابرام وثيقة وقف اطلاق نار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يمنع استهداف المدنيين من كلا الجانبين.
التحرك المصري الذي يحظى بتأييد القوى الدولية المؤثرة والإقليمية، وحصل على دعم أوروبي وأمريكي معاً، فقد شهدت القاهرة تحركات وزيارات مهمة لوزير خارجية ألمانيا ومساعد وزير الخارجية الأمريكي اللذين كشفا عن دعمهما للمبادرة المصرية، وبعد القاهرة سافر السيد فيشر إلى إسرائيل وفلسطين حيث قابل في رام الله السيد أحمد قريع وعدداً من المسؤولين الإسرائيليين، وشكلت لقاءاته والمباحثات التي أجراها دعماً للمبادرة المصرية، كما أن الأمريكيين ومن خلال اتصالاتهم اليومية والدائمة مع الاسرائيليين تسير في هذا الاتجاه التي تعقد تحركاً للبدء في تنفيذ خطة الطريق التي قد تنهي النزيف الخطير والتدهور الدائم للسلام في المنطقة الذي لا ينهيه أسر رئيس دولة عربية سابق مثلما ينهيه معالجة تغييب حقوق شعب.. بل أمة كاملة..
|