* بغداد أ.ف.ب:
كانت الساعة السادسة صباحا (الثالثة ت غ) حين وصلت شاحنة صهريج صفراء محشوة بالمتفجرات بحسب الشرطة مسرعة إلى تقاطع طرق يشهد حركة سير كثيفة في حي سكني من بغداد، فانفجرت حاصدة 16 قتيلا على الاقل من المارة والسائقين بحسب مصدر في الشرطة.
واكد عميد في الشرطة العراقية ان 16 شخصا على الاقل قتلوا في انفجار شاحنة محملة بالمحروقات في منطقة البياع السكنية جنوب غرب بغداد.
وأوضح العميد الذي طلب عدم الكشف عن هويته «ان سيارة نقل ركاب صغيرة تقل ما بين 16 و18 راكبا اصطدمت بشاحنة الوقود التي اشتعلت مما ادى إلى مقتل معظم ركابها».
وقال ان هناك احتمالين «ان يكون الحادث ناجما عن اصطدام ناقلة الركاب الصغيرة بشاحنة الوقود مما ادى إلى اشتعالها، او ان تكون شاحنة الوقود محملة كذلك بالمتفجرات».
ويروي رائد هادي الذي اصيب بشظايا في ذراعه وساقه ونقل إلى مستشفى اليرموك «كنت واقفا عند محطة للباصات انتظر وصول باص النقل الصغير حين عبرت شاحنة مسرعة، وعندما وصلت عند الاشارة الحمراء في وسط تقاطع الطرق، انفجرت وأصبح كل شيء أسود».
والشارع في موقع الانفجار بات اسود ومكسوا بالحطام في دائرة قطرها 500 متر.
وفي وسط الشارع تجثو هياكل سيارات متفحمة من بينها باص صغير وشاحنة صغيرة، فيما تمتد ارضا اسلاك هاتف مقطوعة، اما الشاحنة، فلم يبق منها سوى المقدمة والمحرك، وقد قذفتها قوة الانفجار إلى مسافة مائة متر.
وأوضحت الشرطة ان هذا الشارع العريض يشهد حركة سير كثيفة حتى في تلك الساعة المبكرة من الصباح إذ يؤدي إلى أحياء البياع والعامل والمنصور.
ووصف مدير شرطة بغداد العميد صباح فهد التفجير بأنه «عمل ارهابي، إذ لا يوجد أي هدف عسكري في المنطقة»، مؤكدا انه «كان يستهدف مدنيين».
واضاف ان «الشاحنة لم تكن تنقل وقودا بل كانت محشوة بالمتفجرات» وفجرت عمدا.
واوضح المسؤول في وزارة الداخلية نوري النوري ان عناصرالتحقيق الاولية اكدت وجود شخصين في الشاحنة المفخخة، هم بين الضحايا العشر الذين تم احصاؤهم بحسب حصيلة جديدة.
وقال «لم يتمكنا من السيطرة على الشاحنة عند مفترق الطرق فانفجرت لدى اصطدامها بسيارة عادية».
وكان مدحت غانم ينتظر باكرا مثل رائد وصول الباص ليقله إلى عمله، وروى «كنت على مسافة 15 مترا من موقع الانفجار حين اندفعت شاحنة إلى وسط تقاطع الطرق، ثم وقع الانفجار فانقطع التيار الكهربائي واشتعلت بعض السيارات».
واصيب عباس بشظايا في ساقه، لكنه اوضح ان احد اصدقائه الذي كان واقفا الى جانبه لم يحالفه الحظ مثله، وقال «قتل على الفور».
وكان ناصر كامل في سيارته وقت الانفجار، وهو ممدد في حالة شبه غيبوبة على حمالة في ممر قسم الطوارئ من المستشفى. وأوضح أحد أقربائه الذي رافقه انه يعاني من حروق وكسور.
واكد مدحت عباس انه لا يمكنه فهم ما حصل، وقال «ليس هناك شيء في القطاع، لا موقع امريكيا ولا مركز شرطة».
وسُئل عما إذا كان شاهد قافلة أمريكية، فاجاب «لا، اطلاقا».
وأكد بائع الخضار حيدر خطاب وهو من سكان الحي وكان خارجا من منزله عند وقوع الانفجار، انه شاهد «قافلة أمريكية تعبر».
وقال ان «الشاحنة الصهريج كانت تتعقبها مسرعة عند تقاطع الطرق حين صدمت سيارة بيضاء تحاول العبور».
|