كنت قد أجريت اتصالاً بصديق قديم عملت معه في صحيفته الغراء، وكان سعادته قد نشر رقم التلفون على الجريدة، أي أن من أراد الاتصال فليتفضل، المهم اتصلت على الرقم ذاته، وليس لي حاجة عنده سوى شكره على مقالة نشرها يوم الأربعاء في زاويته، وكنت قد كتبت رسالة له ولكن رقم الفاكس الذي عنده صار لا يستقبل، فأردت أن أسأل سكرتيره عن رقم الفاكس لأرسل له تلك الرسالة!
رد سكرتير سعادته ثم قال: دقيقة لو سمحت.
حوّل مكالمتي فجأة على السنترال لتبدأ الأسئلة الفجّة جداً مثل أسلوب من ابتكرها تنهال عليّ بكثرة، حتى ظننت أني أكلم ضابط تحقيق دقيق.
- من أنت.
- أنا محمد أبو حمرا.
- وأين تعمل؟
- في الجهة الفلانية.
- أي قسم؟ وعطنا رقم تلفون العمل والبيت!!
هنا ارتفعت درجة الحرارة عندي الى مؤشر قوي. لأن هذا الأسلوب الفج لم أتعوّد عليه سابقاً، خاصة أن سكرتير سعادته يبدو لي أنه غير مهتم بمكانه الذي هو فيه، وإلا لما حوّل مكالمتي على السنترال دون أن يسألني من أنا؟
وعدت مرة أخرى لسعادة السكرتير بمكالمة جديدة، ففعل مثلما فعل سابقا!
وهنا عرفت أن مثل هذه العينات من البشر للأسف تنتشر في أماكن كثيرة سواء القطاع الخاص أو حتى العام، ومع ذلك تبقى دون عقاب!!
بقي أن أهمس في أذن سعادة رئيس التحرير بأن أقول له: أصلح من سكرتاريتك يا رعاك الله، ثم أيضاً لماذا الأسئلة الكثيرة من مأمور السنترال الذي قال لي: هذه تعليمات رئيس التحرير.
أنا على شبه يقين أنها ليست تعليماته، وإنما هي من سكرتيره المشغول بتلفون آخر!!!
ثم يا سيّد من يعمل معك: لماذا حينما يترقى أحدكم إلى رئيس تحرير ينسى «بعضكم» العادات والتقاليد التي تدل على الشهامة ويمتهن غيرها في التعامل مثلما يفعل سكرتيركم ومأمور سنترالكم!!
فاكس 2372911
|