اطلعت على الموضوع المنشور تحت عنوان 24 حصة وراء هروب معلمي الثانوية في العدد 11395 لكاتبه الاستاذ علي الدبيخي لافض فوه على هذا الموضوع الرائع بحجم وروعة ما قدم من تباين مختلف بين معلمي المراحل التعليمية الثلاث حيث افاد حول الفروقات بين معلم المرحلة الثانوية مقارنة بمن هو ادنى واعلى منه لذا اكتب اضافة إلى ما قدم الاستاذ علي حول هذا الموضوع الحيوي اقول لاشك الاختلاف كبير وهناك بون شاسع بين معلمي المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية واضمن ذلك في عدة جوانب وعلى رأسها أولا :المناهج فاختلافها بين المرحلتين كبير فقد يساوي كتاب من المواد العلمية في الثانوية كتابين او ثلاثة من الابتدائية في الكم والكيف.
ثانيا: الطلاب واختلافهم، ويكمن ذلك في اختلاف الفئات العمرية نفسيا وسلوكيا ،وهذا الامر يجعل سهولة السيطرة على طلاب الابتدائية لحداثة اعمارهم اما بالنسبة لطلاب الثانوية خصوصا من تغلب عليهم المراهقة وشدة الطيش فيصعب السيطرة عليهم إلا بالقوة والحزم وهذا بيت القصيد.اذن فطالب الثانوية بحاجة الى تشغيل جميع حواس واجهزة الجسم ومراكز التنبؤ والاستشعار عن بعد وكذلك اجهزة الحماية تقطيبا وتعبيسا وحينئذ يستطيع المعلم ان يسلم من مشكلاتهم التي من نتاج التربية الحديثة التي جعلت الطالب يتمرد ويكابر على معلميه ،وللاسف الشديد بسبب الانظمة الصادرة نظريا دون النزول بالميدان واخذ رأي المعلمين فيها الذين يعايشون التربية ويعرفون ما يناسبها من انظمة. وهنا لا اعمم على كل طلاب الثانوية بل منهم رجال على قدر كبير من التقدير والاحترام. ومن الفروقات ثالثا: هناك اختلافات اخرى مثل طبيعة الاسئلة وزمن تصحيحها فقد يأخذ على المعلم اغلب يومه تصحيحا لكثرة الطلاب وطول وصعوبة الاسئلة وتحتاج الى تدقيق أكثرالى درجة ان بعض المعلمين يأتون مساء ولا يخرجون من المدرسة إلا بوقت متأخر من الليل ثم يأتون في الصباح مرهقين ويكون لديهم لجان مراقبة قد يأخذ بعضها ثلاث ساعات متواصلة لا يذوقون معها طعما للراحة، فالاولى في اوقات الاختبارات ان توظف الوزارة من خريجي الجامعات الذين لم يعمل بعد ان توظفهم مراقبين بمكافأة مقطوعة ليستفيدوا من خلالها خبرة تفيدهم بعد التوظيف فهذه الفروقات وغيرها يجب اخذها بالاعتبار فالاداء والجهد والمسؤولية يختلف ثقلها بين المرحلتين ولكن لا اختلاف في المميزات لا بالنسبة للنقل ولا بالنصاب ولا بالراتب. وهذا ما يجعل هناك هروب جماعي من المرحلة الثانوية.
وانقل للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم هذا المقترح لعلهم ان يعيدوا النظر في هذا التباين لكي يكون هناك تنافس وفي الوقت ذاته تساوي بين المعلمين وهو كالتالي وهو ان تضع للمرحلة الثانوية مميزات وحوافز تختلف عن المراحل الاخرى كما ان للصفوف الاولية مميزات جعلت المعلمين يقبلون عليها ارجو للصفوف الاخروية مميزات تجعلهم كذلك وهي تقليل نصاب المعلم كما ذكر الاخ علي الى 15 حصة لكي يقدم مادة علمية بكل المقاييس مع الزامه بتقديم وسائل علمية مبتكرة واعداد مراكز ومكثف للدروس حتى تتحقق هذه الميزة على اكمل وجه، والميزة الاخرى تقديم معلم الثانوي واعطائه الاولوية في النقل الخارجي والداخلي ولكن ما يحدث الآن في اروقة ادارات التعليم في شؤون المعلمين خلاف ذلك فمعلمو المرحلة الابتدائية نقلهم متسارع بسبب كثرة المدارس وان كانوا في الخدمة والتقييم في تساوٍ مع زملائهم معلمي المرحلة المتوسطة والثانوية، فالاولى ان يكون النقل لهم دوما متقدماً لاختلاف المهام والمسؤولية التي القيت على عاتقهم واختلاف طبيعة العمل بين المرحلتين. اما الميزة الثالثة فهي أعفاؤهم عن حضور الاسبوع الذي يلي اختبارات نهاية العام وكذلك الاسبوع الاول من عودة المعلمين كما هو الحال بالنسبة للصفوف الاولية. والميزة الاخيرة تمييزهم بالنسبة للمستوى والدرجة ليصبح ذلك دافعا معنويا وماديا يحقق لهم الحيوية والنشاط وهم ان شاء الله كذلك لكنَّ التميز رصيد اضافي ينتظرونه عاجلا، فعلى وزارة التربية والتعليم وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور امحمد بن أحمد الرشيد.. حفظه الله ان تدرس هذه الآراء والمقترحات لترى النور وتفيدنا وتبشرنا باعتمادها عن قريب.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أ. إبراهيم بن عبدالكريم الشايع
معلم اجتماعيات بوزارة التربية والتعليم - المذنب
|