تعقيباً على مقالة (المملكة بين الولايات المتحدة والنرويج صحفيا) للدكتور علي بن شويل القرني والتي نشرت بتاريخ 27/9/1424هـ بالعدد 11377 أقول إنني قمت بدراسة سابقة وقد وجدت بأن ما يتم طبعه بالمملكة من صحف يومية يساوي 5% نسبة إلى عدد السكان وهي نفس النسبة لما يطبع ويوزع من صحف يومية لجمهورية مصر العربية، علما أنه توجد صحف وافدة تطبع بالخارج وتوزع بالمملكة نسبة توزيعها أضعاف ما توزعه ببلد صدور تلك الصحف وما توزعه هذه الصحف هو أكثر من بعض الصحف السعودية.
بل وجد من الدراسة بأن قارئ الصحف بالمملكة لا يكتفي بصحيفة واحدة بل من صحيفتين إلى ثلاث صحف، عكس ما هو موجود بالدول الأخرى هو أن القارئ ينتمي لصحيفة واحدة فقط، فليس لدينا مشكلة في قراء الصحف بل تكمن المشكلة بالآتي:
أولاً: رغم وجود الفضائيات للأسف معظم رؤساء التحرير يصرون على حصوله على آخر خبر ولهذا تجد لدينا طبعة أولى وثانية وثالثة ويتأخر الطبع، ويتأخر وصول الصحف عن موعدها المفترض به وصول الصحيفة الصباحية، وتنخفض مبيعات الصحف وترتفع المرتجعات، وهذا يبرئ الشركة الوطنية للتوزيع من تهمة أنها السبب في انخفاض المبيعات.
ثانياً: ا نخفاض الأداء المهني لجهاز التحرير فمعظم العاملين بأقسام التحرير، لا يختصون بعملهم فمحرر الاقتصاد نفسه محرر المحليات، ومحرر الطاقة هو نفسه محرر الأخبار الدولية، ويعملون حسبما تفرضه إدارة التحرير وخاصة «الديسك» الصحفي بطلبه وبصفة يومية للمواضيع المراد من المحررين العمل عليها، وحتى الأسئلة والمحاور توضع من قبل «الديسك» الصحفي، وللأسف فأن معظم المحررين ليسوا من خريجي الإعلام ويعتمدون على الممارسة ولم أشاهد صحفياً سعودياً ممن نشاهدهم بالمؤتمرات الصحفية قد درس مبادئ «الشورت هاند» لذا نشاهدهم ومسجلاتهم في جميع القاعات والمؤتمرات الصحفية، ولا تتوفر لمعظمهم علوم الحاسب الآلي، وهذا ينعكس على توظيف المعلومة واستحضارها وإعطاء الخبر حقه من التفصيل والاستدراك والإيضاح.
ثالثاً: باستعراض الصحف المحلية الصادرة في بلادنا يجد أنها تسير على نمط التقليد والتشابه ليس بالشكل والإخراج وإنما بالاهتمامات الصحفية عبر جميع صفحاتها فالأخبار واحدة حيث المصادر الخبرية موحدة خاصة في زمن الفاكس والإنترنت الذي كاد أن يقضي على العمل الميداني للصحفي إلا ما ندر من تحقيقات ميدانية لبعض الصحف.
رابعاً: وبالاطلاع على الصفحات بالصحف المحلية نجد بأن صفحاتها تكاد تكون متشابهة الإيقاع فصفحات السياسة، والمحليات، والشعر الشعبي، والفن، والرأي، الاقتصاد وصفحة الأسرة أو الطفل، تشابهت الصفحات. أما الصفحات الرياضية فهنا أتوقف عندها! الرياضة التي خصص لها أكبر مساحات تحريرية ومساحات لسد الفراغ بنشر الصور بمساحات أكبر من حيز المادة التحريرية تصل في بعض الصحف إلى خمس صفحات بخلاف العدد الأسبوعي وبخلاف وجود صحيفة رياضية، وعدد من المجلات الرياضية الأسبوعية.
نعم نسبة الشباب بالوطن تصل إلى 55% من عدد السكان حسب آخر إحصائية، وآمل الصحافة الوصول إلى أكبر شريحة من القراء، فهذا لا يعني اقتصار اهتمامهم على الرياضة فقط، فهنالك اهتمامات أخرى للشباب فيا حبذا قيام الصحف المحلية بعمل استبيان لا استطلاع رأي الشباب أنفسهم بدلاً من الاجتهاد في التقليد وفرض هذا التقليد على الشباب.
فأين صفحات التعليم والتوعية لشباب وربات البيوت وصفحات الأسرة أو المجتمع أو صفحة الطفل مواضيعها بدون تركيز فمتى نرى ملاحق بهذه الصحف على غرار ملاحق الرياضة تهتم بتثقيف وتعليم الشباب والأسرة في نطاق حياتهم المعيشية اليومية، وصفحة عن الزراعة المنزلية وتنسيق الحدائق بالمنزل، والكمبيوتر، والكهرباء، وتوصيل وإصلاح التمديدات المنزلية، وعدم الاعتماد على العمالة الأجنبية في أعمال المنزل للأعمال البسيطة التي تحتاج فقط إلى تثقيف من قبل إعلامنا المقروء والمشاهد لتوفير المال وبناء قاعدة الاعتماد على الذات لدى شبابنا.
وبملحق الطفل نهتم بما يهم الطفل وأسرته وكل ما هو له علاقة بالطفل وليس كما هو الحال الآن مواد سطحية وحشو تعبيري بدون عائد إلا بفرحة ظهور صورة هذا الطفل وذلك الطفل فأين مسابقات الرسم والإبداع للطفل في صحفنا المحلية.
فهل نشهد نقلة نوعية في صفحات صحفنا المحلية.
عبيد حسني محجوب
مدير توزيع وتسويق سابق
ص.ب: 762 - الخبر 31952 |