Wednesday 17th december,200311402العددالاربعاء 23 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير سلطان بن محمد.. جهدٌ وشكر الأمير سلطان بن محمد.. جهدٌ وشكر
محمد أبو حمرا

الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، أمير من الاسرة الحاكمة، يقصده الذين عليهم ديات فيخرجون من عنده بكل فرح، ويخرج المسجونون في الديات الى الهواء الطلق بعد ان يساعدهم، وهو ليس مطلوباً منه ذلك، ولا فائدة له فيما يقدم الا طلب الخير والاحسان من ربه القدير الغني صاحب الجزاء الأوفى.
الذي اعرفه عن الامير انه قد أفاء الله عليه بالخير، وأنه محبوب الى درجة التعلق، هذا كل ما سمعته عنه، لكن هناك مثل عامي يقول «ذكر الحيا والطيبين يبين» والحيا هو المطر، أي أن ذكر المطر يعرفه الناس كما يعرفون الطيبين من الرجال عن طريق غيرهم.
وقد قرأت آخر مرة عن تبرعاته أنه «جزاه الله خير الجزاء» قد ساهم بشكل فعال وجميل في دفع ديات لرجلين من منطقة حائل بعد ان حكم عليهما بالحد، وهنا وقفت كثيراً حول شعور الأمير كشخص وإنسان يحس بالراحة وإعتاق الرقبة من حد السيف، وتصوروا لو أن أسرتي الرجلين لم تجدا من يقف معهما فكيف سيجمعان هذا المبلغ الضخم الارقام بالنسبة لهما، هل سوف يتسولون أم أن العاقلة التي عَضَّها الدهر سوف تتحمل ذلك العبء المادي؟؟
شيء مفرح جداً أن يوجد في مجتمعنا مثل الامير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، ولله الحمد ان هناك رجالاً مثله أيضاً، لكن الأمير أكثر حظاً في فعل الخير والاحتفاء به.
حينما اكتب عن رجل مثل الامير فإن هذا ليس من باب الرياء أو لأنه من الأسرة الحاكمة التي نحبها جميعاً، وإنما استشرافاً لفعل الخير وغناء لرفع راية البياض والوضوح لرجال مثله أيضاً، وهذا نوع من حب فعل الخير فقط.
أنا أفكر وأتخيل اللحظة ما بين التزام الأمير بدفع الدية وبين انتظار الذي جاء طالبا الوقوف معه فقط، إنها لحظة مؤلمة لمن جاء طالباً العون لو قال المطلوب منه العون وهو قادر: «لا استطيع»، وهنا فاجعة الأمل والمصير، هنا فقط تحديد لحظة الحياة أو الموت، والامر طبعاً لله.
كثيرون يفعلون الخير في مجتمعنا، وسمعنا عن كثيرين منهم، لكن أن يتبرع الأمير بدفع ديات رجال كُثر فهذا هو ديدن الرجولة ورقَّة القلب وحب الآخرين.
ومن هنا أيضاً أقف عبر جريدة «الجزيرة» الموقرة، لأرفع تلويحة بيدي اليمنى للأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، وأقول: جزاك الله خير الجزاء أيها الرجل الذي لم تنعزل عن قومك، ولك أيها الامير المتواصل مع الناس أن تتخيل يدي عجوز عضها الزمن وقد حكم عليها بفراق ابنها ان تجد صقراً حراً ينتشله من حد السيف الى حيث التخوم المشرق للحياة.. انه شعور النخوة والنشوة.
المال ليس كل شيء فقط..، لكن من يملكون المال هم كل المال والرجولة والوفاء والانسانية والحب والحنان.. كلها لك أيها الامير المشرق.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved