|
|
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ } والحمد لله الذي له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى القائل في محكم تنزيله: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ )ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فٌي عٌبّادٌي وَادْخُلِي جَنَّتِي }. ففي مساء يوم الأحد الموافق 13/10/1424ه رحل عن دنيانا الفانية والد الجميع الخال علي بن محمد العليان بعد معاناته مع المرض رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته والحمد لله رب العالمين على قضائه وقدره، فماذا اكتب عن خالي ذلك الرجل الذي جمع النبل والسخاء والتواضع والوفاء مع الكبير والصغير ومع الغني والفقير، أحب الناس فأحبوه سيرة مشرقة واخلاق عالية وكرم غير مألوف وقلب عطوف.. توفي أبا عبدالرحمن الشهم الكريم العفيف الجواد السمح، توفي بعد ان ترك رصيدا كبيرا من السمعة الحسنة والسيرة الزكية والذكرى العطرة.. خالي ابن عليان كان إنسانا بكل معاني الكلمة، عفيف اللسان أبيُّ النفس، عينة نادرة، تجلس إليه لأول مرة فتحس انك تعرفه منذ سنين، تشعر برابطة حميمة تشدك إليه، عذب الحديث حبه لبلاده انشودة ترددها شفتاه، يحفظ تاريخ اجداده وملوكه يروي سيرهم عن ظهر قلب وكأنه يقرأ من كتاب، انه صورة صادقة وأمينة للرجولة الحق. أبا عبدالرحمن قد اعطيت بسيرتك العطرة الكريمة الدليل القاطع على ان القيم السامية هي وحدها التي يعشقها الناس. كم انت في قلوبنا حبك يسري في عروقنا فلن ننساك في سجودنا فلقد رحلت ورحل معك حلمك وزهدك وورعك، ورحلت ورحل معك صوتك ونصحك وكرمك، رحلت ونحن في أشد الحاجة لك ولامثالك، ولكن عزاؤنا، انه قدر الله الواحد سبحانه حكيم في أفعاله رضينا بقضائه ولا راد لقضائه انه والله من أولئك المؤمنين الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم: {وّيٍؤًثٌرٍونّ عّلّى" أّنفٍسٌهٌمً وّلّوً كّانّ بٌهٌمً خّصّاصّةِ}. فالكلمات عاجزة عن التعبير عما نكنه له مهما كتبنا.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |