هناك أحاديث مستمرة في المجتمع.. عن شيء اسمه.. زيادة نسبة الطلاق بين فتياتنا..وكثيراً ما نقرأ أخباراً تتحدث عن زيادة هذه النسبة وتصاعدها في السنوات الأخيرة.. وهذه النسب التي تُطرح.. تُنسب إلى جهات رسمية.. مثل وزارة العدل أو محاكم الضمان والأنكحة.. أو بعض مأذوني الأنكحة..
** قيل «30%» .. وقيل «45%» وقيل «50%» وقيل «55%» وقيل أكثر من ذلك..
** وكنت قد قرأت أكثر من مقابلة شخصية مع منسوبي محكمة الضمان والأنكحة.. .وبعض مأذوني الأنكحة.. وهم بالفعل.. يتحدثون عن ظاهرة اسمها.. الطلاق.. وقد عزوها إلى أسباب كثيرة منها.. ضعف الوازع الديني لدى الزوجين.. وسوء اختيار الطرف الآخر.. وأسباب أخرى مثل.. عدم السؤال عن الخاطب.. ومعرفة تفاصيل حياته وأموره بشكل عام.. ومنها.. الاختلاف على أمور دنيوية.. ومنها.. تدخل أطراف خارجية..
** ثم قرأت قبل أيام.. تحقيقاً صحفياً نشرته إحدى المجلات المتخصصة في شؤون المرأة وقالت.. إن الفضائيات واحد من أبرز أسباب الطلاق.. بما تبثه من سموم ومشاكل.. سواء صور لنساء فاتنات.. أو تعليم الزوجين نمطاً مختلفاً من الحياة.. يساعد على التمرد على الطرف الآخر..
** هذا التحقيق .. تحدث من خلال استبانة وُزِّعت على كثير من النساء والرجال.. وقد أكد الكثير من النساء.. على أن نسبة عالية من الرجال.. قد تأثَّروا بالفعل.. ببرامج ومتابعة الفضائيات.. وقد اختلفت طريقة وأسلوب حياتهم.. وأنهم صاروا.. أكثر تمرداً.. بل هناك من «يِجِرِّ الصُّوت» أمام زوجته وأولاده متى شاهد «مزيونة» ويقول «والزِّين مثل الحيا متبوع».
** المشكلة.. أن الفضائيات .. تبحث سنوات عن أجمل امرأة.. ثم تخضعها لعمليات تجميل وجراحات.. ثم تخضعها قبل النشرة .. لمساحيق تجميل و«تلميع».. ثم تُدرَّب على التَّمايل والتَّغنج والابتسامة الجاذبة لأشهر.. ثم كل زوج من «رْبيْعنا» يطلب من زوجته أن تكون أحسن منها أو مثلها على الأقل..
** هذا غير السموم الأخرى من البرامج المسماة اجتماعية.. وهي التي أفسدت علاقة الزوجين.
** بل إن الكثير من الرجال يتسمَّر أمام الفضائيات طوال الليل.. ويضيع أسرته ويضيع أعماله ويضيع عقله.. ويصبح أسير برامج ولقاءات وحوارات تافهة.. تسهم في تسطيح تفكيره وتغيير نظرته لواقعه.. وتفسد أخلاقه وتفسد عليه دينه وتضيِّع أسرته.
** إذاً.. كيف نستغرب أن تكون الفضائيات أحد أبرز العوامل إن لم تكن العامل الأول بالفعل؟
** هناك عامل آخر.. وهو مهم أيضاً.. وهو سوء اختيار الزوج.. أو بمعنى آخر.. أن بعض الأسر لديهم «بنيّات متعدِّيات» بمعنى.. أنهن جاوزن سن ال «25» وبالتالي.. هم يريدون تزويجهن بأي شكل ولأي رجل مهما كان.. المهم «زوج» المهم.. أن يقال.. إن بنت فلان «أعرست الله يستر عليها» وبعد أسبوع أو شهر أو سنة.. يظهر الخلل في هذا الرجل.. فإما أن تصبر على نار.. وإما أن تعود مطلقة.. واسم مطلقة.. أسوأ بكثير من اسم .. عانس.
** بعض الآباء والأمهات.. لا يسألون بدقة عن الخاطب أبداً.. بل يكفي مجرد معلومات سريعة.. لأنهم يريدون تزويجه حتى لو قيل لهم إنه «أكبر داشر» لقالوا.. مجرد إشاعة لعلها ما تكون صحيحة.. أو أنها لم تثبت.. وهنا.. تكون المآسي.. والضحية «المسكينة».
|