* حوار - محمد المنيف - متابعة - علي القحطاني:
في سياق الرعاية الإعلامية التي تقوم بها جريدة «الجزيرة» بالاشتراك مع جريدة الليموند الفرنسية للتعريف بالمنجز الإبداعي للمصور العالمي الفرنسي الجنسية «يان ارتوس - برتران» وتقيم له شركتا علاقات السعودية وام ستوديوز الفرنسية معرضاً لاعماله في المملكة العربية السعودية عبر محطات اربع بدايتها وعلى الهواء الطلق في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية التقت «الجزيرة الثقافية» بكل من الاستاذ اسامة كردي الرئيس التنفيذي لشركة علاقات والاستاذ جورج سالم الرئيس التنفيذي لشركة ام ستوديوز الفرنسية اللتين ترعيان مشروعاً متعدد الاغراض في مجالات الثقافة والفنون للتعريف للعالم بما تحقق للمملكة من تطور كبير في مختلف المجالات.
حيث تحدث الاستاذ اسامة بقوله: إن مشروع اقامة هذا المعرض يأتي ضمن عدد من البرامج التي تشكل في مضمونها اتحاداً بين فكرتين وثقافتين، السعودية والفرنسية ويتمثل في عدة نشاطات الهدف منه هو اظهار الجانب الثقافي للمملكة امام العالم ونقل بعض المظاهر الثقافية الموجودة في العالم الى اليوم، المملكة عبارة عن جزء رئيسي وهام ولا يمكن ان تكون جزءاً من العالم دون ان تتفاعل معه، وبالتالي الهدف من هذا التعاون هو القيام بمجموعة من النشاطات المتبادلة، لكي تظهر الوجه الثقافي خاصة في المناخ الدولي الذي يحاول البعض ان يتهم المملكة بأنها لا تملك ثقافة وما تفخز به وفي نفس الوقت يتم اظهار صورة حقيقية للمملكة للدفاع عن مواقفها، والغاء ما تحاول بعض الدوائر غير الدقيقة ان تنشر عنها، وهذا النشاط يترجم عن طريق احد النشاطات وهو اقامة معرض «الأرض من السماء» في مدينة الرياض، يتزامن مع المهرجان الوطني «التاسع عشر» للتراث والثقافة ثم ينتقل عقب فعاليات المهرجان الى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ثم ينتقل الى مدينتي جدة والمنطقة الشرقية نأمل من ذلك ان يمتد هذا المعرض الى جميع مناطق المملكة الاخرى، وهذا المعرض بذل فيه جهوداً لاخراجه بصورة جيدة من استخدام تقنيات عالية، وتصوير الصور التي استغرقت من المصور الفرنسي عشر سنوات، حيث قام بجولة حول العالم وقام بتصوير من خلال عدسة كاميرته خمساً وسبعين دولة وفي كل دولة كان يستأجر طائرات عمودية تلتقط من خلالها تلك الصور، ويتم تصوير المواقع من ارتفاعات عالية علما بأن الصور المستخدمة في المعرض مكبرة، متران في متر ونصف.
وتأتي اهمية اقامة المعرض في المملكة خصوصاً انه يدعو الى المحافظة على البيئة وهذا ما تدعو اليه الحكومة السعودية ثم ان من اهداف المعرض نقل فكرة الحماية والحفاظ على البيئة، اضف الى ذلك ان هناك قائمة ترفع الى هيئة اليونسكو مكتوب فيها: اربعون دولة من بينها المملكة اقيم فيها هذا المعرض وليثبت ذلك الى التقارير التي تقدم الى هيئة اليونسكو والتي تقدم بدورها الدعم الادبي لهذا المعرض وشركة «فودي» تقدم الدعم الفني لهذا المعرض، وحينما تضاف المملكة الى قائمة الدول التي تستضيف المعرض، يدرك ان هناك في المملكة من يهتم اهتماماً كافياً بالثقافة وهي تكاليف ليست منخفضة تصل الى 2 مليون ريال لاقامته مثل هذا المعرض وهناك وعي ثقافي في المملكة للتمويل وبالتالي فالانطباعات السائدة على نشاطاتنا القادمة تضمن التعاون مع الجهات المعنية في القطاع العام والخاص لاقامة معارض للفنانين وللصناعات الحرفية والفنية وهذا المركز نقوم بدراسته فنياً ومالياً وهذا المركز السعودي الدولي للصناعات، المركز المتعود الثقافات للصناعات الحرفية والفنية، ويكون غايتها التواصل بين هذه الحرف واصحاب هذه المهن والهوايات مع زملائهم في الخارج بحيث تكون هناك زيارات متبادلة والمركز المزمع اقامته يشمل مواقع سكنية للفنانين الزوار، ويستفيد السعوديون من خبراتهم ويتعلمون مما لديهم من افكار وتمنح الفرصة من خلالها للفنانيين السعوديين وتنمية الصناعات التقليدية في المملكة، ومن نشاطاتنا ان نقيم معرضاً دولياً للفنانيين الدوليين يعرضون من خلالها منتوجاتهم وهو معرض يحاول ان يضم جميع الفنانين المبتكرين سواء في النحت او في الرسم التشكيلي، وهذا المعرض يأتي خدمة للمملكة.
ويضيف الاستاذ جورج سالم حول المعرض قائلاً «الارض من السماء» معرض تاريخي فني ثقافي، العمل التاريخي حيث ان الدول وحكومة خادم الحرمين الشريفين وضعوا كل السبل تحت تصرف هذا الفنان ويتم التصوير من الجو مما يعني ان المصور سيأتي الى المملكة عدة مرات ويزور كل مناطقها، ويمكن أن يأخذ 70 الف صورة ومن ثم يختار منها افضل الصور واجودها ومن ثم توضع تلك الصور تحت تصرف مكتبة الملك عبدالعزيز التاريخي ويكون بمثابة ارشيف تاريخي للمملكة، وحتى الاجيال القادمة تذهب الى تصوير تلك المواقع التي صورت من قبل وتشاهد تطورها، وصوره تدعو الى الحث للمحافظة على البيئة وكأنه يقول انظروا الى هذه الارض التي نقوم بتدميرها كل يوم، ويوجه رسالة الى العالم ان أوقفوا الصرف على، حرب وتدمير البيئة، وعن مستوى طباعة الكتاب كونها غالية وستكون مقتصرة على فئة معينة، فكيف لنا الوصول بهذه المعلومة الى عامة الناس وهل هناك طباعة شعبية؟
قال الاستاذ اسامة كردي السعر الحالي للكتاب هو مائتا ريال، وهذا السعر مدعوم جدا، ونعرف ان مثيلاتها من الكتب المشابهة يزيد عن تكلفة ذلك الكتاب، وهذه محاولة منا لكي يصل الكتاب الى اكبر عدد ممكن من المهتمين ولكن الآن يجري اعداد كتاب خاص للاطفال، وهو في المراحل النهائية واضافة صور المملكة في الكتاب.. «الارض من السماء» كذا سوف تضيف بعداً جديداً للعالم ولكن قيام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالحصول على الموافقات اللازمة لتكليف طائرة هيلوكوبتر لاداء هذا الامر سيضيف بعداً جديداً الى الكتاب والى المعرض والى موقع المملكة في العالم.
وفي اضافة للاستاذ جورج قال الكتاب مدعوم، والمصور يصر على ان الكتاب حتى يصل الى شرائح المجتمع ان تكون طباعته عالية المستوى وبسعر منخفض، فأكيد هو العدد، عدد النسخات، ومن المعروف ان طباعة الف نسخة من كتاب، امر مكلف جداً بينما طباعة مليون نسخة منه لا يكلف شيئا، ومن المهم مثلا عندما تكون هناك صورة جميلة عن المملكة في الكتاب ان توجد هناك رعاية لذلك الكتاب حتى يصل الى القراء في المملكة وبالتالي يسهل اقتناؤه.
ومن ثم يطلعون الى تلك الصور التي تحدثهم عن جمال المملكة والبيئة والتراث ونعلم ان الصورة الجميلة بدون رسالة مثل امرأة لا تنجب اولاداً.
* هل امكانية - كما طرحه الزميل علي - ايجاد محاضرة يتحدث من خلالها عن تجربته؟
وعن امكانية اقامة محاضرة للفنان يان ارتوس للحديث عن تجربته قال الاستاذ جورج سالم: ابتدأ الفنان كمصور في افريقيا وكان يحلق في طائرة ويأخذ معه الناس ويبدؤون في تصوير الحيوانات المفترسة، ومن ثم جاء تصوير الارض من هيلوكوبتر، باعتبارها الطائرة الوحيدة التي يمكنها التوقف في الفضاء ومن ثم تفتح بوابتها حتى يقوم بمهامه وتصويره للارض، ومن المؤكد انه واجه صعوبات في بعض البلدان التي توجد حظر تصوير ولا يمكن ان تتقبل هذا وتصويره عادة يبدأ من الساعة الخامسة حتى الثامنة صباحاً ومن ثم من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة وبعد الظهر، حتى يكون نور الشمس ضئيلاً والا تقوم الضوء وتمحى تلك الصور ولا تصبح الصورة نقية او جميلة، ومن المؤكد ان هناك بلداناً كان فيه الطقس سيئا ومن ثم يرجع ومن المؤكد ان المصور واجه صعوبات واستطاع ان يجتهد ويكافح حتى يخرج هذا الكتاب جميلاً واتذكر عندما كنا نرافقه في تصويره في لبنان كم نعاني من الصعوبات فأمر بأن يوضع تحت تصرف المصور كل شيء من قبل فخامة الرئيس اللبناني واذكر انني صعدت معه اول يوم ولم يأخذ اي صورة وفي مرات متعددة على نفس المنوال وجلس اسبوعين وثلاثة وحقيقة كان فيه جد واجتهاد من قبل المصور وليست العملية سهلة كما يتصورها البعض ويعلق الاستاذ اسامة كردي بقوله هذه المحاضرات طبقت في بعض الدول ومن المؤمل ان نقوم بمحاضرة للمصور حتى يتفاعل معه من خلال الحوارات وسبق ان طبقت المحاضرات في بعض زيارته للدول ونأمل ان تطبق تلك المحاضرة ان شاء الله - في زيارته للمملكة وطلبنا من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مساحة لانه من المناسب خلال عرض صور لهذا المصور العالمي أن يتم من خلاله عرض بعض صور المصوريين السعوديين.
* انتم الآن شركة مساهمة نصف أسهمها للسعوديين وانتم مطالبون بصناعة الفنان السعودي ودوركم هذا يأتي خدمة للمصور العالمي.
جورج سالم نعتبر ان الصناعات الحرفية التقليدية هي المستقبل والدولة السعودية تقدر بكل سهولة، وعندكم فنانون ومفكرون وبالتعاون مع الفنانين الغربيين يتم احترام ثقافة المملكة الاسلامية العربية، ونحن بدورنا نأتي بالتكنولوجيا حتى يستطيع الفنان ان يخلق ابداعه من خلال الزجاج، والفسيفساء والحديد والخشب.
هذه الصناعات الفنية هي التي نستعملها كل يوم ومن ثم يكون هناك تصدير الى البلدان الغربية التي ينتظرونها، وان شاء الله يكون لدينا امكانيات مادية وانسانية حتى نقوم بهذا المشروع الحضاري ومن المهم اذا استطعنا اليوم تنظيم المعرض من خلال وسائل الاعلام وخاصة جريدة الجزيرة التي سوف تقوم بمهامها في تغطية المعرض «الأرض من السماء» وتنقلاتها بين مدن المملكة وحتى إذا جاء المصور العالمي الى المملكة والتقى بوزير البيئة في السعودية وسوف يكون هناك نشاط اعلامي مميز لهذا الحدث الإبداعي.
|