|
حمّاد بن حامد السالمي ومحمد آل ماضي
فذكر الشاعر في هذه الأبيات من قصيدته الطويلة مَعْلمين بارزين في محافظة رنية وهما جبل تدوم وجبل الكور وقد وصفه بأنه مغبر الجنبات وقيل انه من كثرة ركوض الخيل فيه مما احدثت فيه محافر الخيل وكونت تراباً أغبر فيه وهو من الجبال الحصينة وهو مستدير ومجوف ويصعب الوصول اليه مما جعل النميري في مأمن حصين من مروان بن الحكم. ولهذا فإن جبال رنية تعتبر أثرية وتاريخية منذ القدم مما جعلها تكون في ذاكرة الشعراء والمهتمين بالآثار والمؤرخين إلا ان المحافظة أخذت نصيباً وافراً من الشعر لأنها تتميز بطبيعة أرضها وجبالها وأوديتها وشعابها المتناثرة على الأودية والجبال مما جعل بداخلها بعض الكنوز الأثرية التي يعود تاريخها الى العصور الجاهلية. نسمة هواها.. كما تغنى بالمحافظة بعض من الشعراء الشباب ووصفوا رنية بأنها بلدهم ومسقط رأسهم الذي نشأوا وتربوا في احضانه ولا يمكن ان يبدلوا هذه الأرض وهذا التراب الذي عاشوا فيه طفولتهم الأولي بين آبائهم واجدادهم. الشاعر فليان بن ماضي السبيعي وصف رنية بطبيعتها وجوها الجميل وقال في هذه الأبيات:
صهر ونجد كما قال الشاعر الأستاذ سعد فواز البخيت واصفاً رنية بجبالها الشامخة العالية ومن أبرزها جبل صهر الذي يطل على محافظة رنية من جهة الغرب وهو جبل أسود مليء بالكنوز والآثار القديمة ويتمنى الشاعر ان يكون مثل هذا الجبل طولاً بنجد وكم من أحداث شهدت لهذا الجبل الصلد القوي ولا تؤثر عليه العوامل الطبيعية. ويقول الشاعر في قصيدته:
رنية الفيحاء وقد تطرق هؤلاء الشعراء من الشباب لذكر وتمجيد هذه المعالم الأثرية التاريخية حتى لا ينساها التاريخ والأجيال القادمة وهذا ما يرفع رؤوسهم عزاً وفخراً لبلدتهم رنية التي عاشوا وتربوا في أكنافها وربوعها وتركوا على كل مثل وبقعة ذكرى خالدة يدق جرسها في عالم النسيان ويقول الشاعر حزمي بن فراج السبيعي:
وهنا نقف قليلاً مع هذه الأبيات التي وصف بها الشاعر هذه المحافظة الواسعة والخضراء فهو يتمنى ان يعود له ما كان عليه آباؤه واجداده في ذلك الوقت ووصف رنية بالفيحاء لأنه يفوح منها العطر والروائح الزكية لكثرة النخيل والمزارع المتنوعة الغرس والزهر والخزامي، ويلح الشاعر بالطلب والدعاء من الله ان يسقي رنية وضواحيها حتى تسيل أوديتها نظراً لما مر بالمحافظة من جفاف وقلة الأمطار. منتدى للشعر..؟ ويقول الشاعر محمد بن سعيد السّلسل وهو من شباب هذه المحافظة ومن المهتمين بتراثها ومعرفة معالمها البارزة ولا يزال يختزن في ذهنه هذه الموروثات التي ورثها عن أبيه واصفاً رنية بأنها عبارة عن روضة فيحاء لما تمتاز به من أودية وأشجار ظليلة وجو صافٍ وهي تلك البلدة التي عاش فيها مهد طفولته حيث قال فيها:
ونذكر هنا في هذه الأبيات اضافة لما ذكره الشاعر من وصف جميل لرنية اضاف اسماء بعض الجبال التاريخية والأثرية مثل جبل كلان والحويا وجبل الشايل والكور. من دوافع قول الشعر في محافظة رنية طبيعتها الخلابة ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية التي حركت قرائح الشعراء فأصبح الشعر فيها فطرة موروثة يتوارها الأبناء عن آبائهم واجدادهم. بين النابغة والهمداني ومما قاله النابغة الجعدي وهو من شعراء العصر الجاهلي:
وأورد أيضاً الهمداني من قول الشاعر:
وقال غيره:
ذكر هؤلاء الشعراء الجاهليين بعض اسماء الجبال الأثرية التي تم ذكرها سابقاً وهي لاتزال اليوم شامخة على أطراف رنية يذهب لها كل من يريد ان يروح عن نفسه فأصبحت هذه المعالم التاريخية مقصداً للمهتمين بالآثار من أبناء المحافظة وخارجها. عاش الوطن وفي زيارتي لمحافظة رنية، التقيت عدداً كبيراً من المسؤولين والمشايخ والأعيان، وبأبناء رنية شباباً وكهولاً وشيوخاً، فإذا هم كما نعرف عنهم منذ زمن طويل، أهل علم وعمل وجد وكفاح، وفيهم الى جانب الكرم والشهامة والنخوة، حب كبير لوطنهم الكبير، نجد ذلك في مجالسهم وفي أشعارهم وفي أهازيجهم الشعبية. لقد اخترت هذه الأبيات الجميلة لشاعرهم مبارك بن فلاج السبيعي، وقد نظمها بمناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة.. يقول:
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |