يعود تاريخ أول ميزانية للمملكة العربية السعودية إلى عام 1350هـ/1932م، حيث قدرت تلك الميزانية بمبلغ «544 ،442 ،106» قرشاً أميرياً.
وكانت الميزانية تظهر في شكل جدول إجمالي يبين عنصراً واحداً فقط من عنصري الميزانية وهو عنصر النفقات أما العنصر الثاني وهو عنصر الإيرادات فإنه لا يظهر. ولكن أول ميزانية رصد فيها عنصري النفقات والإيرادات معاً هي ميزانية عام 1967م.
ويعود تاريخ أول ميزانية لوزارة الصحة إلى العام 1370هـ/1950م حيث صدر الأمر السامي رقم 8497/1/5 بتاريخ 16/8/1370هـ بالمصادقة على أول ميزانية لوزارة الصحة بمببلغ وقدره «670 ،519 ،6» ريالاً، وكان صدور هذه الميزانية مرافقاً لصدور المرسوم الملكي رقم 5/11/4/8697 وتاريخ 16/8/1370هـ الذي قضي بإنشاء وزارة الصحة وتعيين سمو الأمير عبدالله الفيصل وزيراً للصحة كأول وزير لوزارة الصحة.
ولقد شهدت الاعتمادات المالية لميزانية وزارة الصحة ارتفاعا وانخفاضاً خلال السنوات الماضية، بينما تضاعفت خلال الفترة من 1390/1391هـ إلى العام المالي 1423/1424هـ من «1 ،177» مليون ريال إلى حوالي «14» مليار ريال في عام 1423/1424هـ أي من 8 ،2% إلى 7% من الميزانية العامة للدولة.
ولقد انعكس ذلك على الخدمات الصحية التي توفرها وزارة الصحة للمواطنين والمقيمين، حيث ارتفع عدد مستشفيات الوزارة ليبلغ «194» مستشفى إلى جانب «1804» مراكز صحية.
وشهدت ميزانية العام الحالي لوزارة الصحة افتتاح أكبر صرح طبي في الشرق الأوسط «مدينة الملك فهد الطبية» كما شهدت افتتاح مستشفي الدمام، إضافة إلى توسعة وتطوير مجمع الرياض الطبي وغير ذلك من المشاريع. وجاءت الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1424/1425هـ كأكبر ميزانية للدولة منذ «20» عاماً حيث بلغت 230 ألف مليون ريال بزيادة تبلغ نسبتها 10% عن ميزانية العام المالي الماضي، حظيت فيها الخدمات الصحية على نصيب يقارب 3 ،7% منها، حيث بلغت ميزانية وزارة الصحة أربعة عشر ملياراً وسبعمائة وستة وخمسين مليون وثلاثمائة وخمسين ألف ريال.
وإذا كان حجم المشاريع الجديدة في الميزانية العامة الجديدة قد بلغ «000 ،000 ،600 ،41» ريالاً فإن حجم المشاريع الصحية الجديدة. يبلغ النصيب الأكبر من ميزانية الوزارة حيث يشمل إنشاء وتجهيز «150» مركز رعاية صحية أولية وإنشاء هذه المراكز كما قال الدكتور منصور الحواسي وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية ستشكل نقلة نوعية في الخدمات الصحية كما تتضمن الميزانية الجديدة تنفيذ «88» مستشفى في مختلف أنحاء المملكة بطاقة استيعابية تبلغ «000 ،11» سرير، منها «26» مستشفى بسعة سريرية تبلغ أكثر من «4300» سرير سيتم الانتهاء من تنفيذها بمشيئة الله تعالى خلال العام القادم، هذا إلى جانب مشاريع توسعة وترميم وتطوير بعض المنشآت الصحية القائمة.
ونتيجة لذلك سوف ترتفع الطاقة السريرية للمستشفيات الحكومية بعد الانتهاء من هذه المشاريع بنسبة 38% وهو ارتفاع معياري.
من ذلك يتضح أن الأولوية في الميزانية العامة للدولة منحت للإنفاق على الخدمات التي تمس المواطنين بشكل مباشر وفي مقدمتها الخدمات الصحية. فميزانية وزارة الصحة بهذا تعد الأكبر في تاريخ الوزارة، كما أن هذه المشاريع الصحية الضخمة تعد أيضاً الأكبر في تاريخها.
ويبقى على وزارة الصحة الاضطلاع بمهام تحويل هذه المشاريع إلى واقع ملموس في شكل منشآت صحية «مستشفيات ومراكز صحية» توفر الخدمات الصحية بما يواكب تطلعات ولاة الأمر ويلبي احتياجات المواطنين، في وقت تتسع فيه الرؤية التفاؤلية بتحقيق هذه الآمال العريضة في ظل منهجية الإنجاز التي لمسناها في الآونة الأخيرة من الوزارة.
|