أن ينتهز إرييل شارون عملية القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ويكون أول من يبادر بتهنئة الرئيس الأمريكي جورج بوش بنصره الكبير على من كان يعتبره العقبة الأولى لبسط هيمنة أمريكا على العراق، فهذه الانتهازية من طبع شارون وكل أبناء جلدته، وهو أمر طبيعي ومتوقع خاصة إذا كانت الأهداف واحدة.
ولكن غير الطبيعي أن تزج إسرائيل أنفها في مسألة القبض على صدام حسين وتحاول أن تقدم نفسها كمعنية بالأمر وأنها «شريكة» لأمريكا في النصر، لأنها متضررة، وأن إسرائيل قد تأذت من حكمه..!!
وبعيداً عن الانتهازية الإسرائيلية ومحاولات الإسرائيليين الاستفادة من أي متغير في المنطقة العربية وتجييره لصالحها خاصة إذ تم التغيير بواسطة أمريكا، بعيداً عن كل ذلك فإن «دس إسرائيل أنفها» في هذه المسألة مضر تماماً لأمريكا ولصورة أمريكا في المنطقة العربية، ليس فقط على غرار كل ما تكرهه إسرائيل يحبه العرب، ولكن لأن إسرائيل لم تتضرر من وجود صدام حسين، بل على العكس من ذلك، لأن حكم صدام هو الذي ساعد على إحداث الكثير من المتغيرات في المنطقة التي خدمت أهداف ومخططات ومصالح إسرائيل وكان الأجدر بالمسؤولين الإسرائيليين أن يصمتوا بعد أن يؤدوا واجب التهنئة للرئيس بوش، بدلاً من أن يصوروا أنفسهم كضحايا لصدام، وأن يجمعوا الدلائل والقرائن لضمها لملف محاكمة صدام حسين.. فهذا نوع من «الإفك» الذي لا يمكن أن يخدع الآخرين وإن قبل به الأمريكيون.
|