* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
قالت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» في تقرير نشر على صدر صفحتها إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أقر بسيادة اسرائيل على حائط البراق «المبكى» وعلى الحي اليهودي في القدس الشرقية، وبالطبيعة اليهودية لدولة اسرائيل، وبحل يحظى بقبول يهودي وفلسطيني لمسألة اللاجئين الفلسطينيين..!!
وقالت الصحيفة العبرية: إن عرفات رد على أسئلة المدير العام السابق للكونغرس اليهودي الأمريكي «هنري سيغمان» ثم ترجمت إلى الإنجليزية وصادق مكتب عرفات عليها قبل نشرها.
ومما جاء في تقرير الصحيفة الاسرائيلية الأكثر انتشاراً: أن الرئيس عرفات اجتاز في هذه المحادثة ثلاثة خطوط مهمة هي: الخط الأول: الاعتراف بعلاقة وصلة الشعب اليهودي التاريخية بأرض فلسطين وقبول سيطرة إسرائيل على حائط البراق «المبكى».. ونقلت الصحيفة العبرية عن الرئيس عرفات قوله: ديني الإسلامي يلزمني بأن أحترم الديانة اليهودية والتاريخ اليهودي التي يحظى أنبياؤها بالاحترام في القرآن المقدس كرسل لله.
ومما نشرته الصحيفة على لسان الرئيس الفلسطيني: نحن نصر على أن يكون شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وأن يكون الحرم الشريف الذي يحتوي على مسجدي الأقصى وقبة الصخرة تحت السيادة الفلسطينية. وتابع قائلاً: ومع ذلك نحن نقبل السيادة اليهودية على حائط البراق «المبكى» وعلى الحي اليهودي في البلدة القديمة، هذا فقط لأننا نعترف بالديانة اليهودية، ونحترم العلاقة التاريخية التي تربط اليهود ب «فلسطين».
أما الخط الثاني الذي اجتازه عرفات في محادثته مع «سيغمان»، تقول الصحيفة الاسرائيلية: يتعلق بالجدل الذي ثار إثر نشر «وثيقة جنيف» حول قضية الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس عرفات قوله: إن لحكومة إسرائيل ولمواطنيها الحق في تحديد هوية وطابع دولة إسرائيل، ما دامت دولة ديموقراطية توفر حقوقاً متكافئة للآخرين.. أنا سأطالب بالحقوق نفسها وسأقبل الالتزامات نفسها بالنسبة لدولة فلسطين.
وقالت الصحيفة بالنسبة للخط الثالث الذي اجتازه عرفات، فهو يتعلق بحق العودة، حيث قال عرفات: إن قضية اللاجئين تم التطرق إليها في قرارات الجامعة العربية «في قمة بيروت في آذار 2002»، وأضاف: إن ذلك القرار الذي صادقت عليه كل الدول العربية تطرق إلى أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تُحل بصورة عادلة ومقبولة من الجانبين إسرائيل والقيادة الفلسطينية.
وأوضح عرفات: أن منظمة التحرير الفلسطينية ما زالت تؤيد هذا القرار الذي يمنح إسرائيل في الواقع حق الفيتو على عدد اللاجئين الذين يدخلون أراضيها إذا حدث ذلك.. وثيقة جنيف تنازلت عن « حائط البراق» للسيادة اليهودية وأطلقت عليه اسم حائط «المبكى»..!!
وفي هذا الإطار وصف الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك و مفتي القدس والديار الفلسطينية وثيقة جنيف باللعينة، وأنها تفرّط في حق العودة للاجئين الفلسطينيين، الذين تعتبر قضيتهم لبّ القضية الفلسطينية.
وشدد صبري على رفض الوثيقة وعدم الاعتراف بها، خاصة وأن اسرائيل مستمرة في جرائمها، قائلاً: إن وثيقة جنيف قد تنازلت عن «حائط البراق» للسيادة اليهودية وأطلقت عليه اسم حائط «المبكى»، في حين أن عصبة الأمم المتحدة أقرّت في العام 1932 بأن هذا الحائط هو جزء من السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك وهو ملك للمسلمين وحدهم.
وندّد مفتي القدس في خطبة الجمعة بتاريخ «12/12/2003» بالوثيقة وبالمشاركين فيها، مؤكدا على أنها تعمل على تضييع الحقوق الشرعية و القانونية للشعب الفلسطيني، وأن التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين حرام شرعا.. هذا وأكدت المرجعيات الإسلامية في فلسطين أنّ عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وممتلكاتهم التي هُجّروا منها في فلسطين عام 1948 هي حق شرعي وتاريخي لا يسقط بالتقادم.
وقالت رابطة علماء فلسطين في فتوى شرعية تلقت الجزيرة نسخة منها: إن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر القضية الفلسطينية وأساسها وأبرز مظاهرها، وتقف على قدم المساواة في الأهمية مع قضية القدس والأرض التي هي وقف إسلامي لجميع المسلمين.
وأضافت في بيانها: إن الحكم الشرعي في أي اتفاقية أو معاهدة «مثل اتفاقية جنيف» لا تحقق العودة الكاملة غير المشروطة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وبيوتهم وممتلكاتهم التي أخرجوا منها باطل شرعاً، وغير ملزم للشعب الفلسطيني وأمتينا العربية والإسلامية وأجيالها المتعاقبة، سواء أكان ذلك بالتعويض بدلاً عن حق العودة أو التوطين أو التأجيل أو العودة الجزئية أو الفردية تحت عنوان جمع شمل العائلات أو الاستعاضة عنها بالعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
|