عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة.. قوله:
أدركت مشايخنا من أهل العلم.. يكرهون في «الفتيا» أن يقولوا: هذا حلال.. وهذا حرام.. إلا ما كان «بيِّناً» في كتاب الله عزَّ وجلَّ بلا تفسير..»!!
** وهذه القالة/ القيمة.. في تمثل الوصف الفعلي للعلماء الحقيقيين.. والتعبير عن السلوك الديني القويم.. في الفهم والرؤية.. تنم عن وعي عقدي بمقاصد الشريعة.. وحدود النص الديني.. كدلالة قطعية.. لا يجدي معها فتيا المجتهدين في تحرير وتحديد الحلال والحرام..؟!
** وأبو يوسف.. الناقل والمحاور والمحرر الراصد للمذهب الحنفي.. إنما يمثل النموذج في تعيين «الموقف» من الفتيا.. والتصدي للفتوى.. ليضعها في اعتباريتها المتعالية.. التي لا يتمكنها إلا الراسخون في الفهم.. والعلم.. والوعي..
بعيداً.. عمن صيروا أنفسهم أوصياء الله على خلقه.. وخلفاء.. «الحقيقة» في أرضه..؟!
** ليتصدوا إلى توزيع الرحمة والعذاب.. على العباد.. وتصنيفهم.. إلى فريق في الجنة.. وفريق في السعير.. وقد رأوا.. في آرائهم.. غاية الاجتهاد.. وجادة الصواب.. ليعم بهم البلاء.. وتزداد بقولهم وفعلهم الفُرقة.. والفتنة والغلو.. والبغضاء..!
ولا حول ولا قوة إلا بالله..!
|