Tuesday 16th december,2003 11401العدد الثلاثاء 22 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10-2-1391هـ الموافق 6-4-1971م العدد 337 10-2-1391هـ الموافق 6-4-1971م العدد 337
كلمات من نور
يكتبها ثاني المنصور

يقول الله تعالى:{وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ} أيها المسلمون، قالت الحكماء من غض بصره من عيوب الناس غضوا أبصارهم عنه، قال الشاعر:


لا تلتمس من مساوي الناس مافيكا
فيكشف الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن مافيهم اذا ذكروا
ولا تعب أحداً منهم بما فيكا

وفي المثل: استر عورة أخيك بما تعلم فيك. قال الشاعر:


أحب مكارم الأخلاق جهدى
وأكره أن أعيب وأن أعابا
فمن عز الرجال تهيبوه
ومن حقر الرجال فلن يهابا

قال بعض الحكماء: استشعروا السلامة للناس والبسوا لهم اللين، القوهم بالبشاشة وعاشروهم بالتودد وتفضلوا عليهم بحسن الاستماع وان كان ما يأتون به نزرا فان لكل امرئ عند نفسه قدرا فالقوهم بما يستطيعون به اليكم وخرجوا عقولكم بأدب كل زمان وأجروا مع أهله على مناهجهم، تقل مساويكم وتسلم لكم أعراضكم وضعوا عنكم مؤنة الخلاف واللجاجة في المنازعة فربما ورثت الشحناء ونقضت هرم المودة والإخاء فليكن المرء مقبلا على شأنه راضياً عن زمانه مسلما لأهل دهره جارياً على عادة عصره ولا يباينهم بالعزلة فيمقتوه ولا يجاهرهم بالمخالفة فيعادوه فإن موافقة الناس رشاد ومخالفتهم ضلال وعناد.
وفي المثل: ادمان الخلاف من أسباب التلف. عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: أنفعهم للناس وإن من أحب الأعمال إلى الله تعالى سرورا تدخله على مسلم أوتكشف عنه كربة أو تسد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهرين في المسجد ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه لأمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا. ومن مشى مع أخ له في حاجة حتى يثبتها ثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام. وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل وفي المثل الأخلاق الصالحة ثمرة العقول الراجحة فمن لقي الناس بالإحسان وعاملهم بالأخلاق الحسان فهو الذي يخف عليهم جانبه وتخمد أنحاؤه ومذاهبه، ولن يعدم منهم حسن الثناء ومن الله جزيل الجزاء.
قال الشاعر:


اذا حويت خصال الخير أجمعها
فضلاً وعاملت كل الناس بالحسن
لم تعدم الخير من ذي العرش تحرزه
والشكر من خلقه في السر والعلن.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved