يقول الله تعالى:{وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ} أيها المسلمون، قالت الحكماء من غض بصره من عيوب الناس غضوا أبصارهم عنه، قال الشاعر:
لا تلتمس من مساوي الناس مافيكا
فيكشف الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن مافيهم اذا ذكروا
ولا تعب أحداً منهم بما فيكا
وفي المثل: استر عورة أخيك بما تعلم فيك. قال الشاعر:
أحب مكارم الأخلاق جهدى
وأكره أن أعيب وأن أعابا
فمن عز الرجال تهيبوه
ومن حقر الرجال فلن يهابا
قال بعض الحكماء: استشعروا السلامة للناس والبسوا لهم اللين، القوهم بالبشاشة وعاشروهم بالتودد وتفضلوا عليهم بحسن الاستماع وان كان ما يأتون به نزرا فان لكل امرئ عند نفسه قدرا فالقوهم بما يستطيعون به اليكم وخرجوا عقولكم بأدب كل زمان وأجروا مع أهله على مناهجهم، تقل مساويكم وتسلم لكم أعراضكم وضعوا عنكم مؤنة الخلاف واللجاجة في المنازعة فربما ورثت الشحناء ونقضت هرم المودة والإخاء فليكن المرء مقبلا على شأنه راضياً عن زمانه مسلما لأهل دهره جارياً على عادة عصره ولا يباينهم بالعزلة فيمقتوه ولا يجاهرهم بالمخالفة فيعادوه فإن موافقة الناس رشاد ومخالفتهم ضلال وعناد.
وفي المثل: ادمان الخلاف من أسباب التلف. عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: أنفعهم للناس وإن من أحب الأعمال إلى الله تعالى سرورا تدخله على مسلم أوتكشف عنه كربة أو تسد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهرين في المسجد ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه لأمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا. ومن مشى مع أخ له في حاجة حتى يثبتها ثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام. وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل وفي المثل الأخلاق الصالحة ثمرة العقول الراجحة فمن لقي الناس بالإحسان وعاملهم بالأخلاق الحسان فهو الذي يخف عليهم جانبه وتخمد أنحاؤه ومذاهبه، ولن يعدم منهم حسن الثناء ومن الله جزيل الجزاء.
قال الشاعر: