|
|
توقفت كثيراً عند خبر نشر بعدد الجزيرة «11373» منسوباً لوزير المياه د. غازي القصيبي متضمناً توجيهاً لبعض موظفي وزارته بشأن استمرار الدوام وقت اجازة العيد يهدف لتسهيل أمور المواطنين مع وضع ارقام هواتف وفاكستات لكل من لديه مشكلة او معاناة ما.. حقيقة اعدت قرأته مرة أخرى وأثارني التعجب والاستغراب ليس لأنه أول تصريح يقال ولكن لأن التوجيه سوف يكون بعيدا عن التطبيق والتنفيذ. اقول هذا من واقع مثبت ومجرب، فلقد صدر قبل عدة اشهر توجيه من معاليه بنشر ارقام هواتف وفاكسات مكتبه بالعديد من الصحف يطالب كل مواطن لديه مشكلة او معاناة او شكوى ان يرسلها له، فبادرت في حينها بتدوين تلك الارقام في الدليل الهاتفي الخاص بي لعل وعسى يوماً ما احتاجها. وفي يوم من الايام قابلت مواطناً أعرفه شكا لي معاناته المستديمة لأكثرمن ثماني عشرة سنة وبدت على ملامحه آثار تلك المعاناة المتمثلة بعدم إيصال التيار الكهربائي لمنزله الواقع بعقلة بن طوالة بمنطقة حائل ويبعد عن التيار العام «1500» متر فقط، يقول هذا المواطن: «ما من طريق الا سلكته وما من باب الا وطرقته، قدمت عشرات الخطابات ورفعت المئات ما بين برقيات وتظلمات لمقام الوزارة وكلها تحال الى فرع المؤسسة بحائل إما للإفادة في الوقت الذي تم فيه ايصال التيار لمن هم ابعد مسافة ولأن معاناتي تزداد اكثر لوجود أسرة كبيرة تعيش في منزل واحد بينهم اطفال مصابون بمرض تطاير الجلد الذي يحتاج الى درجة حرارة معينة..» حقيقة تألمت لوضعه وحاولت تهدئته وتخفيف وطأة المعاناة وقلت له: لو علم الوزير بمعاناتك لأصدر أمراً عاجلا بإيصال التيار لمنزلك واقترحت عليه مقابلة الوزير فقال ان المقابلة ليست بالامر الهيِّن وأنا بالكاد اقابل المسؤولين بحائل، فاذا كان معك واسطة او معرفة فانك تستطيع تحقيق مرادك، فقلت ان وزير المياه والكهرباء يختلف عن بقية المسئولين فقد نشر في الصحف ارقام هواتف مكتبه من اجل تسهيل أمور المواطنين، فقال: «كفى تجربة ثماني عشرة سنة لم أجن من ورائها الا التعب والهم والغم والنتيجة حزم من الارقام والتواريخ ولا نتيجة!! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |