زارت في شهر رمضان الكريم الماضي المملكة، مذيعة من إذاعة صوت العرب من القاهرة بغرض القيام بعدد من المقابلات الإذاعية مع المرأة السعودية لتعكس جوانب تميزها في العديد من المجالات.
ولا أدري عن مدى شعبية إذاعة صوت العرب في وقتنا الحاضر، وهل ما برحت تحظى بنجوميتها القديمة ولكنها على كل حال تظل فرصة طيبة لتقديم صورة واضحة للمرأة السعودية على مستوى العديد من الأصعدة ونقلها إلى قطاع كبير من المستمعين على مستوى العالم العربي.
لكن ما لا حظته حينما حضرت تلك المذيعة أن التعامل وإياها تم عبر المصادفة، والعلاقات الشخصية، وعبر أي اسم يمر بذهن المسؤولين في وزارة الإعلام.. كيفما اتفق، المذيعة الناجحة «نوال بخش» لم توفر جهدا في تقديمها لقطاع كبير من المجتمع، كذلك الأديبة سلطانة السديري نظمت لها عدة لقاءات في منزلها مع عدد من الأديبات والتشكيليات.
ولكن على الرغم من هذا تظل العملية تتحرك في مجال العشوائية والمصادفة، حيث تفتقد وزارة الإعلام إلى مرجعية معلوماتية تنظم هذه الأمور وتسهلها.
وعلى الرغم من كون هذا الأمر من أبرز المهام الموكلة إلى وزارة الإعلام كجهة مختصة إلا أنه يظل يراوح في مجال العشوائية والفوضى.
الكثير من وزارات الإعلام في العالم العربي تجعل لها بنكا من المعلومات، تكون مهمة هذا البنك إعداد قوائم بأبرز الفنانين والمفكرين والأدباء والأكاديميين والنشطين في المجالات الاجتماعية، وحصرها وفق شروط معينة بحسب الخبرة والأقدمية والإنتاج الفكري والأدبي والفني، بحيث تصبح سهلة وميسرة للعديد من الباحثين والزوار القادمين من خارج الوطن والراغبين في التعرف على الوطن ليس من خلال الأبنية الأسمنتية والشوارع الفسيحة، والميادين الضخمة، ولكن أيضا عبر المنتج الإنساني والحضاري الذي يمثل الصورة الحقيقية لإنسان هذا الوطن وحضارته.
إما أن يترك الأمر كما هو قائم الآن في وزارة الإعلام للمصادفة والعشوائية والعلاقات الشخصية فإن هذا بالتأكيد ينقلنا إلى أطوار متقهقرة من فن الاتصال وأنظمة المعلوماتية التي بدورها قطعت أشواطاً كبيرة في جميع أنحاء العالم عدا وزارة الإعلام.
| 
