* الرياض حازم الشرقاوي:
قال الفريق أول الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية ل«الجزيرة» انه لا توجد قوائم سوداء في عملية اختيار المثقفين والأدباء للمشاركة في الجنادرية، وان المشاركة تتم حسب اختيار لجنة المشورة المكوّنة من مديري الجامعات وعدد من المثقفين والأدباء، وأشار سموه إلى أن الموضوع الرئيسي لمهرجان هذا العام هو إصلاح البيت العربي الذي يشارك فيه 65 شخصية من خارج المملكة.
* ماذا عن أهم أنشطة مهرجان الجنادرية 19 لهذا العام؟ وما هو الجديد في هذا المهرجان؟
يبدأ مهرجان الجنادرية 19 يوم الأربعاء القادم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وبحضور سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وسيشهد اليوم الأول انطلاق سباق الهجن السنوي بمشاركة 1500 متسابق من المملكة ودول الخليج، كما يحتوي حفل الافتتاح على أوبريت الجنادرية عرين الأسد الذي يستعرض الدولة السعودية في مراحلها الثلاث والتحولات السياسية والاجتماعية التي واكبته، وقد تم تنفيذ الأوبريت ما بين القاهرة وجدة ويشارك فيه 730 شخصاً ومدته 50 دقيقة..
وقد تم توجيه الدعوة إلى 65 مفكراً وأديباً واختير الموضوع الرئيسي للمهرجان بعنوان «إصلاح البيت العربي» كما سيقام ضمن أنشطة المهرجان مجموعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية بالإضافة إلى مسابقة القرآن الكريم للبنين وللبنات وكذلك نشاط ثقافي نسائي يشتمل على محاضرات وندوات وأمسيات كما سيكون هناك معرض للكتاب ومعرض آخر للفنون التشكيلية.
ويضم المهرجان أيضا السوق الشعبي بدكاكينه وأجنحته وساحاته الداخلية والخارجية التي تتنوع فيه الأنشطة سواء الحرفية منها أو الصور الاجتماعية المتنوعة، وسيشمل المهرجان على عدد من الأنشطة الجديدة مثل مسابقة القرآن الكريم للبنات ومعرض الأرض من السماء للمصور العالمي يان ارتوس برتران إلى جانب افتتاح وتطوير أجنحة جديدة في الجنادرية مثل جناح جازان ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الخارجية.
* سمو الأمير.. ذكرتم ان الموضوع الرئيسي لمهرجان هذا العام هو إصلاح البيت العربي.. لماذا اخترتم هذا الموضوع؟ وهل هناك مشاركة من الجامعة العربية في هذا الموضوع؟
المملكة كما تعلمون تولي القضايا العربية اهتماماً خاصاً فهي تعتبر أن هموم أي دولة عربية هي من هموم المملكة، وان المملكة تسعى جاهدة لإيجاد الحلول المناسبة مع أشقائها العرب بالإضافة إلى وجود رؤية إصلاحية للبيت العربي من قبل المملكة والتي طرحها سمو ولي العهد ودعا إلى ضرورة ترتيب المواقف والأوضاع العربية، وكان من المفترض ان تكون مشاركة الجامعة العربية على مستوى الأمين العام السيد عمرو موسى إلا انه اعتذر لارتباطه بمواعيد وقضايا تهم العرب والجامعة العربية ولكن سيكون هناك تمثيل على مستوى عالي من الجامعة في المحاضرات السياسية التي ستلقى في الجنادرية.
* هل ترون ان للعمليات الإرهابية الأخيرة في الرياض أي تأثير على معدلات الحضور والمشاركة في جنادرية العام الجاري وخاصة من قبل المثقفين الأجانب؟ وهل هناك احتياطات أمنية لتأمين المهرجان؟
ما حدث في الرياض لن يؤثر على مسيرتنا وعلى تنفيذ أنشطتنا، ولن يكون له أي تأثير على الحضور والمشاركة من قبل المثقفين والأدباء أو حتى الحضور الجماهيري من أبناء المملكة والمقيمين فيها، وأود أن أشير إلى أن جميع المشاركين في المهرجان عرب أو من مختلف دول العالم، ولم تحدث أية اعتذارات بسبب النواحي الأمنية، أما بالنسبة للتعزيزات والاحتياطات الأمنية فهي متوفرة من قبل الحرس الوطني وأجهزة الشرطة بمختلف إداراتها.
* ماذا عن حجم المشاركة المصرية في هذا المهرجان؟
المشاركة المصرية في المهرجان تتم على المستوى الشخصي وليس الرسمي، فهناك مشاركات للعلماء والأدباء والمثقفين المصريين منذ إقامة مهرجان الجنادرية لأن مصر هي قلب العالم العربي وهذا العام يشارك في المهرجان عدد كبير من العلماء والمثقفين والشعراء المصريين، ومصر تمثل أعلى نسبة مشاركة في المهرجان على مستوى العالم العربي منذ انطلاقة المهرجان وحتى الآن.
* لكل مهرجان مناسبة وهدف من تأسيسه فما هي مناسبة وهدف تأسيس مهرجان الجنادرية في السعودية؟
إن الهدف الرئيسي منذ إقامة مهرجان الجنادرية عام 1984 هو إبراز الوجه الثقافي، والتراثي والحضاري للمملكة وكذلك تحقيق التفاعل والتواصل بين ماض ثقافي واجتماعي وبين حاضر يشهد بالإنجازات في مختلف المجالات ويعود الفضل إلى إقامة مهرجان الجنادرية إلى سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني مهرجان الجنادرية منذ ان كان سباقاً للهجن حتى أصبح مهرجاناً بفعالياته المختلفة والمتعددة يجمع رموز الفكر والثقافة من شتى البلدان لذلك تتسابق الأمم فيما بينها لإحياء تراثها والوقوف عليه للمحافظة على أصالتها ومعاصرتها. وجاءت فكرة عقد المهرجان سنوياً بسبب الأحداث التي تتوالى بشكل سريع جداً، وتحتاج إلى ما يواكبها.
* 18 مهرجاناً أقيمت للجنادرية في المملكة طوال السنوات الماضية.. هل ترون ان مهرجان الجنادرية حقق الأهداف التي أقيم من أجلها؟
لقد حقّق المهرجان طوال السنوات الماضية بعده العربي والإسلامي بل والعالمي فهو يجمع العلماء وأهل الفكر والأدباء ورجال التراث والثقافة، حتى أصبح أحد معالم النهضة العامة في المملكة وأحد أهم المهرجانات العربية في منطقتنا، حتى أخذ الكثير من السادة رجال الفكر والأدب والعلماء الذين يزورون المملكة ويشاركون في نشاطاته وفعالياته، يعيدون إلى ذاكرة التاريخ الحديث بان «جنادرية الحاضر هي عكاظ الماضي» وان دل هذا على شيء فإنما يدل على التوجيهات السامية الكريمة وعلى الجهود الطيبة المبذولة التي تدفع بالمهرجان الوطني ليحقق الدور الفعال الذي يؤمل به، زيادة على كونه تظاهرة ثقافية تراثية عامة تجمع رجال الفكر والأدب والتراث من داخل بلادنا مع نظرائهم من الإخوة في العام العربي والإسلامي، ومنذ قريب أخذ المهرجان الوطني في التوجه إلى البعد الخارجي العالمي للمشاركة في قضاياه العربية والسياسية.
* تردد ان فعاليات الجنادرية مكررة وبعيدة عن التجديد والتطور فما هو تعليقكم؟
ان تطور النشاط الثقافي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» مستمر منذ بدايته في عام 1985م وقد طرحت على منابر الجنادرية موضوعات كثيرة تهم المثقفين العرب والسعوديين، وكانت الموضوعات تتفاعل دائماً مع ما يدور في العالم من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية وكذلك دراسة المدارس الأدبية، وروائع التراث العربي الإسلامي. وكل الندوات كانت دائماً تستهدي بالإسلام وبالهوية العربية، وقد طرحت موضوعات عديدة ومتنوعة في الماضي، وشارك في المهرجان طوال أعماله السابقة عدد كبير من كبار المثقفين والمفكرين العرب والمسلمين والأجانب، كما ان الموضوعات المطروحة على منابر الجنادرية تعبر عن مشكلات بلادنا وأمتنا وعصرنا وعالمنا الذي نعيش فيه.
* يقال ان مهرجان الجنادرية يهتم بدعوة بعض المثقفين ويهمل البعض... كيف تعلقون؟ وهل هناك معايير في عمليات الاختيار؟
لدس لدينا قائمة سوداء أو أخرى بيضاء للمثقفين سواء كانوا من داخل المملكة أو خارجها، بل لقد كان هناك مثقفون لهم مواقف ضد الحكومة وجاءوا للجنادرية وتغيرت نظرتهم للمملكة العربية السعودية، وعادوا الى بلدهم وكتبوا مقالات وموضوعات جيدة، أما بالنسبة للمعايير فلدينا لجنة مشورة يشارك فيها مديرو الجامعات ومجموعة من الأدباء والمثقفين لاختيار المشاركين في النشاط الثقافي وغير المشاركين «الضيوف» سواء من داخل أو خارج المملكة.
|