Tuesday 16th december,2003 11401العدد الثلاثاء 22 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
اليوم معكم
خيريَّة إبراهيم السَّقاف

بعض المتغيّرات في حياة الإنسان تكون عامل إيقاظ لغفوته، مهما بلغت حدَّة تأثيرها...
والإنسان الذي يستيقظ أكثر حظاً من ذلك الذي يدع ريح المتغيرات تعبرُ به، وهو يغطُّ في نومه. ذلك مثل الذي استغرق حتى إذا ما أفاق لم يستطع أن يُحصي كم من الزمان عبر به. فغفوة الإنسان عمَّا يجري في حياته لا تمنحه فرص النهوض بكبواته، أو المثول أمام إنجازاته...، والحياة للإنسان إما طريق عبور، أو دار غربة... فمن ذا الذي يدرك ذلك كي يكون يقظاً نحو كلِّ ما يعبُر به في درب عبوره؟!.
هذا لكم، أما ما هو لي فأقول:
*** كتبت العنود مشاري الفالح: «أتابع ما يكتب في الصُّحُف وأشاهد ما تقدمه المحطات في هذا الوقت فأشعر بالدوار، كلُّ كفِّ الحياة انقلب، كما ينقلب ظهر الِمجَنِّ كما تقول العرب.
وما أريد قوله هو: هل يمكن أن نلغي من بيوتنا أجهزة الاستقبال لجميع الفضائيات، ونُخرج منها أجهزة المحطات الإذاعيَّة، وأن نوقف المطابع عن إصدار الصُّحُف، ولا نستقبل في أسواقنا صُحُفَ ولا مجلات الآخرين لكي تهدأ أعصابنا، ونعود لهدوئنا؟
إنَّ ما يحدث الآن من مشاركة أفراد من مجتمعنا في أعمال العنف هو نتيجة لكل ما نسمع ونشاهد؟ فهم يقلِّدون. فلماذا لا نفتح بدل محطَّات الإذاعات والتلفزيونات أبواب بيوتنا ونخرج جميعنا لنبحث عن هؤلاء ونطِّهر مجتمعنا منهم. ونعود لمجتمع الأمن والهدوء والسلام، نذهب لمدارسنا وأعمالنا وننام مبكِّرين، ونعمل مبكِّرين؟
إنني أحلُم بالأمن كما كان.
*** ويا العنود، من الضرورة أن نكون على صلة بأحداث الحياة ومعرفة مجريات الأيام وأحداثها وأبنائها... فنحن في مجتمعٍ بشريٍّ صغير لم تعد تعزله المسافات، ولا تبعده...، غير أننا بهذا جرت علينا من رياحه ما إنَّ في اتحادنا وعزمنا ما يُذهب ما جرى، ويطهِّر هذا المجتمع ممَّا حدث...، إنَّ أمن المجتمع لا يتحقق إلاَّ حين يسعى كلُّ فردٍ لأمانه الذاتي ومن ثمَّ يعمل به من أجل أمنٍ شامل؟
وأمن الذات يا العنود مسؤولية مناطة بالإنسان ذاته، فأمن النفس يتحقق للمرء حين يحصِّن هذه النفس بالإيمان والعلم. وأمن الفكر يتحقق له حين يكنف عقله بالوعي ويغذِّي فكره بالفضائل، ومن هنا يتحقق له أمن الخلق في منظومة سلوك فيضبط بالإيمان ويتمرس بالعلم ويتشكَّل بالوعي. إنَّ امرأً على هذا يكون كابحاً بحدود ما يحقق الأمن المنبثق منه إلى خارجه ليشمل من يمارس معه الحياة في حدوده القريبة فالأقرب فالأبعد أي في مجتمعه الخاص فالعام فالأوسع على نطاق التَّعامل البشريِّ. ونحن كي نرقى إلى هذا ليس بإغلاق نوافذنا عن الآخر الأبعد عنَّا، أو الأقرب منَّا... ولكن بإدراك ما يكون والعمل على كبح التيَّارات السالبة بالريح المظلمة دون أن تعمَّ وأن تبسط رداءها، والله وحده سوف يعين ما دام في الشباب أمثالك هذه الهمَّة نحو تطهير يبدأ بالذات وينتهي إلى الآخر لمكافحة هدفها الحياة الهانئة في وطن الأمن، وأمن الذات. وشكراً لك على ما جاء في رسالتك.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved