على طريقة إذا سقط الجمل كثرت سكاكينه تبارى الجميع في مهاجمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعتقل مساء يوم السبت الماضي من قبل القوات الأمريكية، وبدأ الصحفيون ومؤلفو الروايات الصحفية، ينسجون قصصاً وحكايات عن الكيفية التي توصل إليها الأمريكيون، فمنهم من نسب الفضل إلى هاتف الثريا الذي أرشد الى موقعه بعد أن تتبع الأمريكيون الاتصالات التي كان يجريها مع زوجتيه وأقاربه، وخاصة مع الزوجة الثانية سميرة الشاهبندر.
بعضهم قدم رواية بوليسية على طريقة جيمس بوند، حيث زعم بأن بعضا من مساعديه اختطفوه طمعاً في الحصول على المكافأة وحبسوه في المنزل المتواضع ذي الحفرة التي وجده فيها الأمريكيون.
البعض الآخر نسب الفضل في الوصول الى صدام حسين الى ما قدمته زوجته سميرة الشاهبندر من معلومات أوصلت الأمريكيين الى مخبئه.
أنصار صدام حسين الذين لا يزالون يعشقون «بطولاته الخارقة» يقولون ان الامريكيين بعد أن حددوا موقعه أطلقوا قنابل تشل الاعصاب بكثافة أصابت كل من كان في قرية «العبور» بالشلل وأن الفرقة الأمريكية التي اعتقلته كانت تضع أقنعة ضد تلك الغازات وأنها قبضت عليه من دون أن تطلق طلقة واحدة لأنه ببساطة كان عاجزاً عن الحركة هو واثنان من حرسه.
وان مئات من قنابل شل الاعصاب عوضت اطلاق الرصاص، رغم ان الأمريكيين تبجحوا بأن القبض على صدام لم يكلفهم ثمن طلقة.. الا ان انصار صدام يقولون ان تكاليف قنابل شل الاعصاب أثمانها تفوق ثمن ملايين الطلقات .. بالاضافة الى ما دفع من أموال للذين أرشدوا الى مكان صدام.
قصص.. وروايات .. بعضها مزاعم.. والقليل منها حقائق ستظهر بعد سنين أو أشهر.. تصاحب الأحداث المهمة والمؤثرة.. والحقيقة الحاضرة الآن والصادقة هي ان القبض على صدام حدث مهم ومؤثر ليس على مسار الأحداث في العراق بل على أحداث المنطقة.. والعالم .. وأمريكا.
|