الرئيس المخلوع كان يغيِّر مكان اختبائه عدة مرات يومياً

  * واشنطن رويترز:
أعطى احد العراقيين الذي تم اعتقاله واستجوابه في الايام الاخيرة السلطات الأمريكية الخيط الذي ادى إلى اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين منهياً عملية بحث مكثفة عنه منذ سقوط بغداد في ابريل/ نيسان.
وقال مسؤول أمريكي كشف ذلك لرويترز شريطة عدم نشر اسمه «نهاية اللعبة جاءت من شخص اعتقل وقدَّم خيطا قادهم إلى هذا المكان» ولم يتم الكشف عن هوية هذا العراقي.وقال مسؤولون ان العملية جاءت نتيجة مجهود مشترك للمخابرات والقوات المسلحة ضم وكالة المخابرات الدفاعية ووكالة المخابرات المركزية والقوات الخاصة والفرقة الرابعة مشاة ووحدة خاصة تعرف باسم قوة العمل 121.وأشار محللو معلومات المخابرات في الاسبوعين الماضيين إلى ان مساعدين لصدام من بينهم الحراس الشخصيون السابقون له ربما يقومون بمساعدته على الاختباء، وانطلقت القوات المسلحة الأمريكية للعثور عليهم، وقال المسؤول الأمريكي «لم يتسن العثور على بعضهم ولكنهم استطاعوا العثور على اشخاص لهم صلة بهم أو يعرفونهم ومع جمع بعض هؤلاء الاشخاص فانهم كانوا يقومون باستجوابهم وسؤالهم عن مكان الآخرين الذين يبحثون عنهم» ومن ثم استمروا في الاقتراب شيئا فشيء من الدائرة الداخلية» وفي الايام الاخيرة اعتقلوا شخصا اعطاهم خلال الاستجواب مواقع جديدة قادتهم إلى معلومات جديدة قادتهم بدورها إلى اشخاص جدد والى مواقع جديدة قادتهم إلى الموقع الذي ذهبوا اليه ليلة السبت الاحد حيث اعتقدوا انهم سيجدون به صدام أو احد كبار مساعديه ولكن اتضح في نهاية الامر انه هو (صدام)» وقال بات روبرتس رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ انه كان بشكل كبير«مجهود شمل القاعدة الشعبية» اعيد فيه فحص كل الخيوط المحتملة بما في ذلك التي يقدمها المواطنون العراقيون البسطاء واضاف«لم يترك حجر الا وقلب عندما تتحدث إلى اناس بسطاء ثم تنقل ذلك فيما بعد إلى عائلات ثم إلى عائلات اخرى فانك ان آجلا أو عاجلا ستحقق تقدما وهذا ما حدث بالضبط» لقد كان الامر مثل البحث عن ابرة في كومة قش. اننا لم نجد القش فحسب وانما وجدنا الابرة ايضا». وقال ان صدام كان ينتقل من مزرعة لاخرى مغيِّرا مكانه عدة مرات في اليوم الواحد، وقال اعضاء لجان المخابرات في الكونجرس ان اعتقال صدام قد يؤدى إلى تزايدالهجمات الانتقامية ضد الجنود الأمريكيين والمدنيين العراقيين على المدى القصير وان القوات الأمريكية ستكون في حالة تأهب قصوى.
وقال السناتور الديمقراطي جون روكفيلر العضو الكبير في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ في بيان ان ملابسات اعتقال صدام في حفرة في الارض اثبتت انه «لا يقود التمرد وان ليس له سيطرة أو تأثير يذكر»، مشيرا إلى ان المهاجمين لا يقاتلون من اجله ولكن ضد الولايات المتحدة.
ويتعشم المسؤولون الأمريكيون ان يسفر استجواب صدام عن معلومات بشأن اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة التي لم يتم العثور عليها ومكان العراقيين المهمين الآخرين.
وقال بورتر جوس رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب في بيان «اتوقع مع اعتقاله الحصول على اجابة على كثير من الاسئلة المعلقة، ولكن لا يمكن ان ننسى انه قام بالخداع والتضليل لعقود» ويجب ان نتوقع ان يصبح الموالون له اكثر يأسا، وسيقاتلون من اجل حياتهم نفسها مع عدم وجود احتمال لعودة صدام ابداً».
أظن انه سيمر بعض الوقت قبل ان يسود سلام راسخ في العراق، ورغم ذلك فانها بداية نهايتهم».