Tuesday 16th december,2003 11401العدد الثلاثاء 22 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صوت القارئ صوت القارئ

حلم جميل!!
لأن واقعنا الدرامي شبيه بواقعنا السياسي والاجتماعي مليء بالمآسي، قررت أن أهرب بعيداً عن هذا العالم وأحلم، ذهبت لصيدلية قريبة من المنزل فطلبت من الصيدلي حبوباً منومة، فأعطاني دونما تردد منه مطلبي، أما لماذا لم يتردد؟ فلأن ضميره قد سبقني هارباً إلى عالم الأحلام!، المهم أكلت «المقسوم» فنمت ودخلت عالم الأحلام من أوسع أبوابه.
ولأني كنت سابقاً في واقعي أحلم بزيارة لحفلات المهرجانات السينمائية العالمية كمهرجان كان وحفل الأوسكار، أحببت هنا في حلمي أن استغل هذه الفرصة وأسافر إلى هناك، إلى تلك الديار التي حرم علينا زيارتها بعد ال 11 من سبتمبر، وفعلاً ذهبت وبسرعة قياسية لا تضاهيها سوى سرعة إطلاق الأحكام، وصلت هناك، إلى حيث حفل الأوسكار، والمنصة الآن أمامي، وأنا أنظر إلى ذاك الرجل الذي أتى من خلف الستار متجهاً نحو الميكروفون، وإذا به المخرج «ستانلي كويبريك» الذي لم استغرب وجوده، فلم أقل كيف قام هذا العجوز من قبره؟، لأننا في عالم الأحلام الآن إن كنتم لا تعلمون!!، المهم وصل مخرج الفيلم «د. سترنجلوف» لحامل الميكروفون، وبدأ حديثه الذي على ما يبدو أنه عن الأفلام السينمائية الأجنبية، وبعد خطبة عصماء لم أفهم منها سوى أسماء بعض المخرجين العالميين كالإيطالي فيليني ومواطنه روسيليني والإسباني بونويل والإيراني مجيد مجيدي، شرع «كويبريك» في ذكر أسماء الأفلام الأجنبية المرشحة لجائزة الأوسكار في تلك السنة والتي لا أعلم بالضبط ما تاريخها، المهم أني وقبل أن تتلى قائمة الترشيحات طلبت من الجالس بجواري أن يتصدى لعملية الترجمة حيث صادف أنه عربي وسعودي أيضاً، لا تستغربوا إنه عالم الأحلام!، فقام الزميل مشكوراً بنقل الكلام معرباً إلى أسماعي، وكان فيه ما يلي: الآن مع الأفلام المرشحة...
1 الفيلم الإيطالي «سارق الدراجة»
2 الفيلم البرازيلي «المحطة»
3 الفيلم الإيراني «أطفال الجنة»
4 الفيلم السعودي «حدث ذات مرة في بريده»
5 الفيلم الفرنسي «السحر الخفي للبرجوازية»
6 الفيلم السعودي «حكاية بؤس»
الأفلام السعودية لها حضور قوي في هذه القائمة، والآن مع الفيلم الفائز... ترااام...
الفيلم الفائز هو... «حدث ذات مرة في بريده» من السعودية للمخرج السعودي «عامر بن غانم»...
هنا انتهت ترجمة الأخ الجار الحبيب، ولم أعِ بنفسي من شدة الفرح إلا وأنا فوق الجميع بسبب قفزتي العنيفة عند ذكر اسم الفيلم الفائز والذي كان وكما تعلمون من بلدي السعودية. أثناء تلك القفزة، ولأني كنت في موضع أستطيع من خلاله كشف كل مكان في هذا المسرح الكبير، لاحظت هناك في أقصى الزاوية اليمنى مجموعة أشخاص يقفزون تماماً كما أقفز، علمت فيما بعد أنهم سعوديون وأسماءهم كالتالي: عبدالله السدحان منتج فيلم «حدث ذات مرة في بريده»، و«محمد محمد» بطل «حدث ذات مرة في بريده» وهو فنان لم يولد بعد في واقعنا، ومهند الخالد ناقد سينمائي محترف يكتب في جريدة الرياض.
الآن حطيت الرحال على كرسيي بعد رحلة جوية قمت بها قبل قليل، أشاهد المخرج «عامر» والمنتج «عبدالله» يتجهان صوب المنصة، يصلان فيمسك المخرج فرحاً بجائزة الأوسكار، ثم يقترب من الميكروفون ويقول: حقيقة أعجز عن التعبير في مثل هذه اللحظات السعيدة، التي فيها توجنا كل حلم وكل طموح وبلغنا الغاية التي ننشدها منذ زمن بعيد، ووصلنا، نعم لقد وصلنا إلى ساحة التأثير الإعلامي العالمي من خلال السينما، والآن فقط أقف لأقول شكراً لكل من وقف معي ودعمني مادياً ومعنوياً بدءاً بالجهات المسؤولة التي دعمت المسيرة السينمائية وانتهاء بزوجتي التي آمنت بصدق توجهاتي وسمو غايتي، وشكراً، شكراً للجميع شكراً.
انتهى عامر من إلقاء كلمته، وانتهى الحفل بنهايتها. خرجت أتجول خارج المسرح الكبير فهالني ذلك العدد الكبير من الصحفيين وومراسلي القنوات الفضائية الذين يتحوطون حول شيء ما اكتشفت حال اقترابي منه أنه شخص، وهو سعودي بالمناسبة، حقاً إنه لفخر عظيم أن ترى أبناء بلدك وقد سيطروا على اهتمام الإعلام الفني العالمي، من كان ليصدق هذا؟!. هذا السعودي كان اسمه سامي أو هاني، لا أذكر، لكني متأكد من أن عائلته تحمل اسم التركي، لكن من هو؟، نترككم معه ليقول من هو بالضبط ومن يكون: أنا هاني أو سامي التركي مؤسس أول ناد سعودي للسينما قبل سنوات، والذي من خلاله استطعنا أن نحتوي جميع الشباب المهتمين بالشأن السينمائي وهو الأمر الذي خلق فيما بعد جيلاً واعياً مؤمناً بالسينما استطاع أن يؤثر على مسيرة الفن في السعودية، وما تم الليلة ما هو إلا نتاج طبيعي أفرزه ذلك التيار السينمائي الناشئ ». انتهى.
وبعد أن أنهيت تجوالي حول أماكن المؤتمرات الصحفية التي عقدت خارجاً للحديث عن حفل الليلة، ذهبت لمنزل صديقي الفنان «دينيرو»، استقبلني الرجل وأكرمني وحلف عليَّ بأغلظ الايمان أن أشرفه على العشاء «القابلة»، وبعد أن «أثنيت» له اتجهت نحو الغرفة التي قال «المعزب» أنها غرفة الضيوف، دخلت الغرفة فنمت، وفي الصباح نهضت وإذا بجريدة «الجزيرة» أمامي، تخيلوا!، فيها قرأت احتفائية خاصة بالفيلم الفائز وبرفيق دربه في الحفل «حكاية بؤس»، وبعد فراغي من القراءة لمحت في شاشة التلفزيون لقطات كأنها من بلدي السعودية، فلما أرعيت الانتباه وجدته برنامجاً يناقش الفيلم الفائز البارحة، وفيه تولى الناقد الشهير «روجر آيبرت» مسؤولية النقد الموضوعي للفيلم وعرج في حديثه إلى مسيرة السينما في السعودية وما حققته من إنجازات خلال فترة قصيرة، وذكر في ثنايا كلامه مميزات السينما السعودية حيث قال في ذلك: انها بسيطة الإنتاج والتكاليف، عميقة المعنى والهدف، فيها شاعرية وسحر الواقعية وتميز بالغ في حركة الكاميرا، هي سينما استفادت وجمعت كثيراً من خصائص السينما في إيران وإيطاليا ومن السينما الأمريكية المستقلة، إنها سينما تعبر عن الإنسانية بأبهى الصور وأزكاها». وننتقل الآن لفاصل إعلاني قصير!.
لما انتهيت أنا من هذه الرحلة الشعورية الدافئة المنتشية والتي أذكت نارها شهادة «آيبرت» في سينمانا. خرجت من منزل الصديق «بوبي» دون استئذان منه، وفي نيتي العودة سريعاً إلى بلدي السعودية كي أحتفل مع الشباب هناك بهذا الانتصار الإعلامي الكبير، عدت بنفس السرعة التي قدمت بها، فلم أدرك إلا وأنا في داخل أحد استوديوهات التصوير في التلفزيون السعودي، بعد السؤال اكتشفت أن هذا الاستديو مخصص لتصوير برنامج يناقش أمور الدراما في السعودية، وطريقته في المناقشة هي أن يلقي بالضوء على أحد المسلسلات التليفزيونية أو أحد الأفلام السينمائية محاولاً شرحه وتوضيح نظرياته والأهداف والرموز التي يقدمها، ثم يقوم باستضافة أحد صناع الفيلم «إما المخرج أو الكاتب» لتبدأ عندها رحلة الاستفسارات مع نخبة من الجمهور الواعي الموجود داخل الاستديو يقدمون أسئلتهم واستفساراتهم لصانع العمل، وهو يحاول الإجابة عليها، وبناء على جوابه يتم تقييم عمله.
أخذت أنظر مشدوهاً لهذا التطور الفني والفكري الذي طرأ على حياتنا الفنية، فبين ليلة وضحاها، أصبحت لدينا سينما تفوز بجوائز الأوسكار، وبرامج جادة تناقش الدراما بحرفية عالية، ونقاد متخصصون يكتبون في الصحافة، وقبل ذلك أصبح اجتماع السينمائيين السعوديين متاحاً عن طريق نادي السينما السعودي الأول.. إنها إنجازات باهرة ما كانت لتتحقق لولا تلك الحبوب المنومة التي أخذتها من تلك الصيدلية، القريبة من منزلي.. وياله من حلم جميل!...

* رجا بن ساير المطيري
السويلم يعلنها قوية:
راشد الماجد فنان العرب الأول
راشد الماجد.. اسم لمع في سماء الفن.. وحاز على اعجاب النقاد والجمهور.. مارد يحرك بأدائه.. مارد أجبر الجميع على احترامه.. في بداية حبي لفن هذا المارد واجهت انتقادات من البعض ولكن بعدما استمعوا له وسحرهم بفنه لم يكن منهم إلا ان ينضموا لقائمة عشاقه..
فراشد الماجد.. صوت الخليج.. وعندما يتردد اسم هذا الفنان على لسان بعض الجماهير يمدحونه ويشيدون بفنه افرح كثيرا.. وعندما أجدهم ينتقدونه انتقاد غير هادف اتصدى لهم حتى ولو لم اكن أعرفهم فبعضهم يقتنع وبعضهم لا يقتنع.. لكن لا يهمني من لا يقتنع لأني مقتنع بفن هذا المارد.. نجومية راشد لم تأت من فراغ أو صدفة..
النجومية جاءت بعد ان سعى لها.. وتمسك بها.. فجمهور راشد سعيد بما يقدمه من أعمال.. ولأنه يسعى دائماً إلى الإبداع.. هو من أسر قلوب عدد كبير من الناس.. ولأن احساسه الرائع ونبرة صوته الأروع تجبرهم على احترام هذا المارد.. فهو كبير في حبه.. كبير في تواضعه..
جماهيرية راشد لم تأت من فراغ فجمهوره هو الوحيد المخلص لهذا الفنان.. تحبه وتدافع عنه.. ولن يخرج دفاعها عنه بالاساءة لغيره.. لأنها اخذت عن راشد عدم الاساءة للغير مهما اساءوا له.. سيظل هذا المارد دائما الأول في كل شيء في عيون جماهيره.. سيظل فوق الجميع بفنه.. فهو فنان خيالي بكل ما تعنيه الكلمة.. وهو الوحيد الذي له شهرة واسعة في الوطن العربي.. والدليل حفلاته التي اقيمت في بعض الدول العربية وهو الوحيد الذي أوصل الأغنية الخليجية إلى العرب جميعهم، انه عملة فنية نادرة.. راشد الماجد.. فنان ناضج.. حصد هذا النجاح بنفسه..
ولعل البومه الأخير «الهدايا» اكبر دليل على نجاحه.. فقد تصدر قائمة المبيعات بشهادة كل من حدثته في الأمر.. فبعض الصحفيين والنقاد يقولون ان الحظ لعب دوره في نجاحه.. عجبا هل يأتي الحظ معه كل سنة؟ من المؤكد لا.. وهنا اتضح لي السبب فإخلاصه في عمله وبحثه الدائم والمستمر عن الجديد والمميز هو سر نجاح راشد.. فراشد هو قيثارة تحمل شكل إنسان حاز على القاب عدة.. أبرزها جائزة المفتاحة لأفضل أداء لأغنية.. حازت أغنيته الرائعة «مشكلني» على مراكز متقدمة..
ونشرت جريدة «الجزيرة» في صفحتها الفنية خبر حصول راشد على لقب «أفضل مطرب».. في استفتاء قام به مجموعة من طلبة البحرين وشمل 3000 شخص وحصل راشد على 2495 من تلك الأصوات.. فهذا ليس بالغريب على راشد فهو لا يرضى إلا بالقمة وهذا رد على الحاسدين والمشككين في جماهيرية راشد.. يطول الحديث عن هذا المارد لكن مع اختلاف الميول مازال يغرد هذا السندباد بعيدا عن السرب متربعا فوق قمة الهرم الفني..
استمر يا راشد فأنت قمة تعلو في سماء الفن.. قمة يصعب الوصول إليها.. فأنت فنان العرب الأول..
استمر يا راشد فجمهورك المخلص سوف يقف في صفك ولن يهتم بكلامهم.. فأنت فناني الأول والأخير.
* فهد السويلم/الرياض

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved