عناصر أخرى أعادت للمسلسل توازنه
«الحجاج».. إضافات تقنية لم تُذكر في التاريخ أساءت للعمل

رؤية/ عبدالرحمن الناصر
في كل عام وبعد نهاية شهر رمضان الفضيل يأتي دور التقييم والتحليل والأحكام سواء كانت إيجابية أم سلبية وببعض التحقيقات أو التصريحات على ما بثته القنوات الفضائية العربية من مسلسلات ومنوعات لجذب المشاهد إليها كما هو المعتاد في كل رمضان وإن كان لهذه السنة الزخم الأكبر من المسلسلات التي أثرت الساحة العربية درامياً سواء كانت مسلسلات تاريخية أو اجتماعية أو فكاهية فهناك من وفق بين الرؤية الفنية والرؤية الفكرية في العمل لتواكب طموح من يستلذ للمتابعة وهناك العكس وهناك من قدم لنا الرؤية والصياغة الفنية - ولكن السباق كان حميماً بين المؤسسات الانتاجية . ولعلنا هنا نتوقف عند مسلسل «الحجاج» الذي تابعه الملايين هذا العام وخرجنا بالانطباع التالي..
أحداث تاريخية مهمة
مسلسل «الحجاج» المليء بالعمل الدرامي والرؤية الاخراجية المتمثلة في سرد قصة الكاتب جمال أبو حمدان بكل أبعادها وعرضها على الشاشة بكل مستلزمات التقنية الحديثة والاستفادة من الحاسوب لإضافة بعض عناصر التشويق والإثارة.. فقد قدم المخرج محمد عزيزية تميزاً مضافاً إلى فريق العمل كاملاً فالحجاج كان انطلاقة حقيقية في فن الانتاج التلفزيوني ولو كانت صعبة فتوجهها للإرشيف التاريخي كان أصعب فحينما قدم لنا الكاتب أبوحمدان قصة «الحجاج» كأشهر القادة العسكريين في تلك الفترة الزمنية لم يسلط الضوء على حياته وشخصيته بل تناولها بذكاء في تشعبه حول الانقسامات في المجتمع الأموي وإن كان الملاحظ البطء في صياغته الدرامية ومنها «الاستعداد لاقتحام مكة ورميها بالمنجنيق» ولكن أوضاع الاختلافات وسلسلة التوارث والحروب مع الخوارج وثورة أهل الكوفة وغيرهما قد جعلت من ذلك البطء جذباً للمشاهد وذلك للعناصر الأخرى والتي أعادت توازن العمل من جديد وإذا كان انتاج مثل تلك الأعمال مغامرة مهمة في تاريخ الانتاج العربي كمنطق يثير لدينا عدة تساؤلات فخروج الحجاج الثقفي من مدرس للصبية يعلمهم القرآن والفقه إلى قائد جيوش ووالٍ لا يهتز عند ارتكاب المجازر والتسلط وتقديم سوطه الناري لكل من يخالفه..
كان أبرز ما أراد الكاتب والمخرج ايصاله لنا...
الممثلون والأبطال
لقد قدم الممثل السوري «عابد فهد» عدداً من الأعمال التاريخية وتميز في دور «الجساس» بمسلسل الزير سالم «المهلل» قبل ثلاثة أعوام عدا الأعمال الاجتماعية في حين وجد المخرج مواصفات الحجاج تنطبق شكليا عليه لاسيما وأنه ممثل لامع وقدير ومتقن لجميع أدواره..
فايز قرق -عاد والعود أحمد فهو من ألمع الممثلين في الجيل السابق وقد ندرت أعماله وعاد لنا بدور عبدالملك بن مروان ليثبت قدرته لتقمص الأدوار وامتداد ما بناه سابقاً. سلمى المصري والممثل جهاد سعد قدما في مسلسل الحجاج كل شيء واثبتا قدرة مضافة لتقفز بهما للنجوم الأوائل.. فسلمى المصري قدمت دور سكينة ابنة الحسين وكذلك جهاد سعد قدم دور قائد جيوش الخوارج وأدوار سلمى وجهاد لايمكن اغفالهما في المسلسل وإن كانت مشاهدهما شبه نادرة.
الممثل الكبير رياض وردياني.. قدم دور عبدالعزيز بن مروان وإن لم يكن دوراً مهما في المسلسل ولكنه أضاف لحياته الفنية شيئاً كثيرا بحكم تقدمه بالسن.
الممثل غسان مسعود دائماً ما ينهج هذا الأسلوب ويختار أدواره بعناية فائقة فالهدوء والثقة والدور الحركي المهم في المسلسل هو ما بحث عنه والاختيار كان موفقاً للغاية.
الممثلون الأردنيون قد وجدوا الفرصة مواتية لإظهار ما عندهم من مواهب فالفنان عبدالكريم القواسمة والذي دائماً ما نراه في المسلسلات البدوية وجد فرصة بروزه للمشاهد العربي عبر دورة في «الحجاج» كرفيق وصديق لعبدالله بن الزبير وقدم دوره كحال النجوم الآخرين بالسهل الممتنع. ووهناك أسماء لمعوا في هذا المسلسل من خلال تقديم أعمالهم بالأسلوب المرضي.
الاخراج
الاستفادة الفعلية من أجهزة الحاسب والتكنولوجيا الرقمية قد أضافت الشيء الكثير والتعدد في لقطته
« zoom out » زوم أوت للجيوش دليلاً على ذلك أيضاً الرقة في اختيار الديكور والملابس والماكيير أضاف للاخراج الشيء الكثير وإن عاب عليه نثر الرؤوس على الأشجار عند دخول جيوش الأمويين للعراق تحت قيادة عبدالملك بن مروان فهذه اللقطات ليست حقيقية ولم تكن مثبتة في التاريخ وإن كانت إضافة فهي ليست محببة لدى المشاهدين إضافة إلى بناء الكعبة كان واضحا لدى المشاهد كديكور من الخشب مضافا عليه الطلاء وكذلك صغر حجمها .