* كَيْف، نُؤرخ ل«الذَّكَر» العربي.. الحديث.. والمعاصر وكيف ومتى، نحتفل بعيد، ميلاده المجيد.. السعيد؟
* إذا بدأنا بعام «النكبة» العظيم.. فسوف يكون الاحتفال متأخراً قليلاً، وسنكون، ل«الذَّكر» العربي، من الظالمين المجحفين، لأن انتصارات «الذَّكر» العربي، المعاصر، تنسحب أحقاباً، قبل يوم «النكبة» الظافرة، كما أن إنجازات هذا «المخلوق» المبجل تجاوزت، طغمة «النكبة»، لتحقق قفزات نوعية أخرى من «نكسة» و«ثغرة» و«قادسية جديدة» و«غزو» و«ضيم» و«استعمار» قديم وجديد، ومن كل الأنواع. ثم إن هناك فتوحات هائلة، حققتها الأمة العربية، لقيادة «الذكَّر» العربي، على جبهات التنمية الاقتصادية، والبحث العلمي، والتعليم، والثقافية، والتقدم الاجتماعي. ولذلك، فنحن حائرون، حقاً كيف، ومن أين نبدأ، التأريخ لهذا «الذَّكَر» العربي المظفر، بحيث لا نهضمه حقَّه الثابت، ولا نؤثر على مكانته الشامخة، بين «ذكور» الشرق والغرب، الخائبين الجاهلين، الفاشلين.
* لكن، «الذَّكَر» العربي، كائن، متواضع، لا يهتم حقاً، بأعياد الميلاد وأعياد الزواج، والختان، والشبكة، ويعتبرها، ممارسات تافهة، من الأفضل أن يتركها لمخلوقات هامشية بائسة مثل «الأنثى» العربية المائعة، الجاهلة، الساذجة، المتخلفة، ويفضل أن يستخدم وقته، لاستعراض الجيوش الظافرة المنتصرة، في ساحات العرض العظيم، ويستمع لملاعبة الصاروخ «الظَّافر» و«النَّاصر» و«القاهر»، ويتسلى بشعراء الأمة، ينظمون المعلقات عن ملاحمه التاريخية، والى المثَّالين، يزيحون مناديل الشرف عن تماثيله السَّامقة، وإلى المثقفين والمفكرين، يتغنون في التنظير لمنظومته الفكرية الشاملة، خضراء، وصفراء، وسوداء، وبكل الألوان، ويدبجون المقالات النقدية المطوَّلة عن رواياته الطويلة، وقصصه القصيرة، ومسرحياته المبتكرة وسيعذرنا، «الذَّكَر» العربي، المتسامح، إذا، أعوزتنا، الدقة، في تحديد، تواريخ ميلاده، ونفاسه، وحيضه، ودخوله إلى المرحاض، وخروجه من الحمَّام، وآخر مرة عضَّ فيها ذراع مخالف له في الرأي، أو ركل مؤخرة معارض له في السياسة، أو هشم رأس منافس له في شارع الهرَم أو «سوهو» أو «البيجال».
* نجح «الذَّكَر» العربي المعاصر في نقض نظرية النشوء والارتقاء، وقاعدة الاختيار، والانتقاء ف«ذكر» عصر النهضة، كان، واعداً، ومتوثبا ومنتشياً، ومتطلعاً إلى مستقبل عربي زاهر، ونهضة عربية شاملة، ولكنه، خلَّف من بعده، خلفاً، أحرز، الهزائم وصنع الخيْبات، واستطاع ذَكَر عصر النهضة، أن يفرز «ذكر» عصر «النكبة» ثم «ذَكَر»، عصر «النكسة»، وتوَّج «الذَّكر» المعاصر إنجازاته، وانتصاراته، بإجبار «التاريخ» أن يمشي، القهقرى، فأعاد عهد الاستعمار من جديد إذ تتميز المنطقة العربية تحت القيادة التاريخية ل«الذَّكر» العربي الحديث بأنها المنطقة الجغرافية الوحيدة في العالم المعاصر التي ترزح أجزاء، وكل من دولها، تحت الاستعمار العسكري المباشر، وتعاني جموع من شعوبها، مظالم الاحتلال، فهل يستطيع «ذَكَرٌ» بشري، آخر أن يحرز هذا الانتصار، على قوانين البيولوجيا، وحركة التاريخ.
* تصدَّى «الذكر» العربي، المعاصر، للسياسة، فصنع الاستقرار، والمشاركة الشعبية والمؤسسات وصان حقوق الإنسان، وتصدى للتنمية، فأنتج الرخاء، والازدهار ومحق، الفقر، والبطالة، وتصدي للتعليم، فأخرس الأمية، وأنطق معجزة التعليم الراقي، المثمر، لأطفاله ونسائه، وتصدى، للحرب، وحماية الحق والأرض، فأحرز الانتصارات العظيمة، ودحر الأعادي، وحفظ الكرامة، وتصدَّى للأخلاق فنشر الفضيلة، وقضى على الرشوة، والفساد، وحضر المحافل الدولية، فرفع الرأس عالياً، ونال، التقدير والاحترام ولم يترك هذا الكائن البشري التاريخي، منحى، من مناحي الحياة والسياسة والمجتمع، في هذا الكون العربي الممتد من المحيط الى الخليج، إلا، وقد منحه بركاته، ولمسه بمعجزاته، وركز فيه راياته.
* ماذا، يريد، «الخاسئون» الصغار، المتمردون من «الذكران» العرب المرجفون، الجاهلون، عندما يغمزون، ويلمزون، ويهمسون، بهتاناً، وزوراً فيجحدون، ولا يحمدون ل«الذكر» العربي، الماجد، جهاده العظيم، وإنجازه الكبير، ومسيرته الظافرة.
* وما هو، المزيد، الذي، تريده، الأنثى العربية الجاحدة، وقد نشر عليها الذكر العربي جناحه، وعمَّها، بعدله، وفضله، وإيثاره، ونبله، ومنحها شيئاً، من مجده، وانتصاراته، ونهضته، وأسبغ عليها، من علمه وحكمته، وأعطاها من مكانته العالمية، وتقديره الكوني؟
* ولكنه، قدر، «الذكر» العربي المعاصر، أن يجحده صغاءره، وتناكفه أنثاه، ويحسده معاصروه من ذكور الأمم الأخرى، الخائبين الخاملين.
* المجد، والنصر، ل«الذكر» العربي المعاصر، وليخسأ، الخاسئون.
|