نخطئ كثيرا عندما نتوقع أن الظروف الصعبة والواقع المر، هما اللذان ينتجان سلوكنا، ويتحكمان في مصيرنا، لأن الذي يحدد نوع سلوكنا ويولد استجاباتنا هو (المعنى) الذي ندركه من الموقف.
تخيل الكم الهائل من الإحباط والانعكاسات النفسية عندما نربط السلوك بالواقع، وتخيل كم نبدو فعالين عندما نربط السلوك ب(المعنى) على اعتبار أن المعنى يمكن التحكم فيه وبرمجته إيجابيا بالشكل الذي يعيد صياغة الواقع وفق إدراكنا.
ف(الظروف) تكون خارج نطاق السيطرة إذا غيبنا من شكل إدراكنا لها، وتكون أسهل ما يكون عندما نغير فهمنا للموقف.
الكثير من الناس لا يريد أن يعرف مثل هذه الأفكار، لأنها تتطلب منه العمل، وبما أن العمل مسألة متعبة عند البعض، يفضل ذلك الإنسان أن يهرب من (الواقع) ومن (المعنى) إلى جهة لا يجد فيها أحداً من البشر حيث يتحد مع ذاته ويختبىء داخل نفسه، فلا صديق ولا ونيس.
حتى ذلك اليوم الذي تحتفل فيه بيئتنا بمشاعر الإنسان ويعترف فيه بقيمة التفكير، تكون العلاقة بين (الواقع) و(المعنى) قد اتضحت ونضجت، فيبرز (المعنى) شماعة حقيقة للسلوك ويبقى شكل الواقع حسب الخارطة الذهنية للإنسان.
|