في مثل هذا اليوم من عام 1978 أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر اعترافه الدبلوماسي بالصين الشعبية وقطع علاقاته الرسمية مع تايوان.
وقد أضفى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في أول أيام السنة الجديدة 1979 جواً مثيراً على عام شهدت فيه منطقة شرق آسيا مجموعة من التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المهمة الاخرى.
ولم يكن هذا التحول سوى نتيجة لعمل استمر طيلة السنوات العشر التي سبقت عام1979 وهو الأمر الذي بدد مرحليا كثيرا من الأساطير والمبادئ التي كانت السياسة الأمريكية تسير عليها في ذلك الوقت وتكهن الخبراء بما ستكون عليه لفترات طويلة.
ولا شك أنه كانت هناك تعقيدات عديدة واجهها الأمريكيون في معرض صياغتهم للغة التي كتبت بها البيانات الخاصة بإقامة علاقات طبيعية مع الصين.
وكان اقتراح دنج هسياو بنج «صين واحدة ونظامان» والذي طرحه عام 1984 يهدف إلى تعريف تايوان على أنها مجرد منطقة إدارية خاصة تحت حكم جمهورية الصين الشعبية بعد اتحادهما. كما كان هناك خلاف حول ما إذا كانت القضية التايوانية قد سويت بالفعل. وتشير ملاحظات للرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون من واقع مباحثاته الخاصة مع زعماء جمهورية الصين الشعبية عام 1972 إلى أنه كان قد أعرب عن سياسة أمريكية مفادها أن وضع تايوان «محدد» باعتبارها جزءاً من صين واحدة.
وجاء في بيان جمهورية الصين الشعبية صدر في ديسمبر 1978 بشأن تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة أن قضية تايوان تم تسويتها الآن بين البلدين، غير أن البيان الأمريكي الذي صدر في نفس توقيت البيان الصيني بشأن التطبيع أيضاً توقع أن قضية تايوان سيتم تسويتها سلمياً من قبل الصينيين أنفسهم.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريجان في بيان صدر عام 1982 بشأن مبيعات أسلحة لتايوان أن قضية تايوان شأن داخلي للشعب الصيني على ضفتي مضيق تايوان وهو وحده المخول الحق في إيجاد حل لها. ولهذا ترك الباب مفتوحا في قضية تايوان إلى أن يحسمها الطرفان.
|