في مثل هذا اليوم من عام 1999 بدأت سوريا مجددا مباحثات سلام مع إسرائيل في واشنطن بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وكامل رعايته.
وقد طالبت سوريا خلال هذه المباحثات بضرورة عودة مرتفعات الجولان إليها واتهمت إسرائيل بطرد نصف مليون سوري من أراضيهم بعد احتلال المرتفعات عام 1967.
وقال فاروق الشرع وزير الخارجية السوري الذي كان يمثل بلاده في تلك المباحثات وهو يقف إلى جانب كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق إيهود باراك بوجه جامد الملامح في حديقة الزهور بالبيت الابيض: إن العالم تجاهل معاناة العرب منذ إنشاء إسرائيل قبل 51 عاما.
ثم جدد الشرع عرض الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بضرورة تحقيق سلام عادل وشامل سيعني بالفعل بالنسبة إلى المنطقة نهاية تاريخ من الحروب والصراعات.
ورد باراك بأن إسرائيل تدرك أهمية الجدية والتصميم والاخلاص المطلوبة بغية التوصل إلى اتفاق نحو شرق أوسط مختلف حيث تعيش الشعوب جنبا إلى جنب في ظل احترام متبادل وجيرة حسنة.
وفي نهاية ذلك اليوم، لم يشر جو لوكهارت المتحدث باسم البيت الابيض إلى إحراز أي تقدم في اليوم الاول من المباحثات المباشرة بين إسرائيل وسوريا والتي كانت الاولى بينهما منذ ثلاث سنوات ونصف، موضحا أنه ليس من المستغرب استمرار الخلافات الحقيقية.. المناقشات تركز أكثر على سبل دفعها إلى الامام.
من جانبه، وفي كلمته الافتتاحية للمباحثات أعرب كلينتون عن تفاؤل حذر وقال للمرة الأولى في التاريخ تسنح فرصة تحقيق سلام شامل بين إسرائيل وسوريا بل ومع كل جاراتها.
وقال كلينتون للصحفيين عقب اجتماعه مع باراك والشرع في ذلك اليوم من التاريخ المباحثات تسير على خير مايرام لكنها صعبة.
وقد حاول البيت الابيض أن يضفي مناخا إيجابيا على سير المباحثات، وبدون أي إشارة مباشرة للوزير السوري أوضح لوكهارت التصريحات تقر بوجود خلافات عميقة.. لكن روحا من المصالحة تخيم على المباحثات.
وبرزت أربع قضايا رئيسية أمام سوريا وإسرائيل خلال المباحثات هي: مستقبل مرتفعات الجولان وتوقيت انسحاب إسرائيل منها، نوع السلام الذي ستفرزه تلك المباحثات والإجراءات الأمنية التي يتعين اتخاذها على طول الحدود بين الدولتين اللتين خاضتا ثلاث حروب كبرى.
|